المقالات

جائزة مكة للتميز

باكر تزين

هي جائزة تمنح بشكل سنوي ، وتشرف عليها الأمانة العامة للجائزة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ،  مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ، وتحمل رؤية تسعى من خلالها ، تكريم الجهد المميز والفكر المبدع في جميع المجالات الفكرية والعلمية والعملية، والذي ينعكس بدوره على إذكاء روح المنافسة للتميز والارتقاء بمستوى الأداء والجودة .

بهدف تشجيع الأعمال التي فاقت سقف التميز والإنجاز بصفة فردية أو جماعية، وتأصيل المبادئ الإسلامية في آداب المهن وإتقان العمل ، وإبراز الإبداع الحضاري لإنسان المنطقة ، وتشجيعه لتوظيف التقنيات الحديثة في التطوير ، والارتقاء بمستوى الأداء والجودة، وتنمية وتطوير الموارد البشرية في ظل التطور الحضاري والتنمية المستدامة التي تشهدها المنطقة .

حيث تقوم لجان أمانة الجائزة بقيادة أمينها العام مستشار أمير منطقة مكة المكرمة الدكتور هشام الفالح ترشيح الفائزين بأفرع وأقسام الجائزة الثمانية (خدمات الحج والعمرة ، الإداري ، الإقتصادي ، الثقافي ، الإجتماعي ، العمراني ، البيئي، العلمي والتقني ) ، بالإضافة لما استحدث خلال الدورة الحالية لجائزة مكة للتميز تحت مسمى جائزة مكة للتميز الإنساني والتي تمنح سنويا لشخصية عملت عملا استثنائيا في أي مجال من المجالات وقدمت جهدا مميزا في عدد من الأنشطة والبرامج والمبادرات التي تتعلق بالإنسان ،.وتم منح جائزة فرع التميز الإنساني هذا العام لـثلاث شخصيات، كان لدورهم الاستثنائي والفاعل خلال الفترة الماضية أكبر الأثر الإيجابي في المنطقة بشكل خاص والمملكة بشكل عام وهم: وزير الثقافة والإعلام السابق، وكيل إمارة المنطقة سابقا الدكتور عبد العزيز الخضيري، ورجل الأعمال وصاحب المبادرات الاجتماعية الاستثنائية في المنطقة أحمد الحمدان، وسيدة الأعمال والمهتمة في الشأن الاجتماعي، عضو اللجنة الرئيسة للأسر المنتجة بالمنطقة ألفت قباني .

أما في فرع خدمات الحج والعمرة فقد فاز بجائزة التميز مديرية الأمن العام «وزارة الداخلية»، نظير جهود رجال الأمن بجميع قطاعاته المتميزة في خدمة ضيوف الرحمن في موسم العمرة ،وذلك ظهر جليا خلال شهر رمضان المبارك في إدارة الحركة المرورية وإدارة الحشود في الحرم المكي الشريف ، وعلى جائزة فرع التميز الإداري اللجنة الدائمة لتصحيح أوضاع الجالية البرماوية ، لإسهامها في حل أزمة إنسانية دامت لعقود طويلة ، في فيما حجبت جائزة التميز الاقتصادي لعدم كفاءة الأعمال المرشحة ، كما حُجبت جائزة فرع التميز الثقافي لعدم كفاءة الأعمال المرشحة لهذه الدورة ، وحاز على جائزة فرع التميز الاجتماعي جمعية نماء الخيرية «المستودع الخيري بجدة سابقاً»، مقابل الدور الاجتماعي للجمعية في خدمة المنطقة اجتماعياً عبر الاهتمام بالإنسان وتخفيف أعباء المحتاجين ومساعدتهم للخروج من دائرة الفقر ، وتنمية إنسان المنطقة.

فيما نالت شركة أرامكو السعودية جائزة التميز العمراني، مقابل أعمالها التصميمية والتنفيذية لمدينة الملك عبد الله الرياضية  (الجوهرة ) بمدينة جدة ، حيث أنها قدمت تحفة معمارية ومعلم حضاري بمواصفات عالمية ، وتعد مدينة رياضية عصرية.

فيما ظفرت أمانة محافظة الطائف على جائزة التميز البيئي، مقابل تنفيذ وإدارة مشروع ” منتزة الردف العام ” بالطائف ، وهو أحد المشاريع البيئية السياحية بما يحوي من مرافق عديدة سياحية واجتماعية وثقافية وترفيهية.

وفي التميز العلمي والتقني فازت الدكتورة ملاك عابد الثقفي ، نظير تميزها في مجال الأبحاث العلمية الطبية، مثل طب نقل الدم، وعلم الأمراض الجراحية، وأمراض الدم، وأضحت أول سعودية تقبل في زمالة أمراض وأورام الجهاز العصبي بجامعة هارفارد، بل هي الوحيدة في العالم العربي التي حصلت على الزمالة الأمريكية في الأمراض الجزيئية الجينية والوراثية .

ومن خلال هذا السرد للرؤية الجميلة التي تحملها الجائزة وأهدافها النبيلة في جميع أفرعها والجهود والأعمال الجليلة التي تقوم بها أمارة منطقة مكة المكرمة متمثلة في أمانة الجائزة وفروعها ، إلا أنه يلاحظ عليها حاجتها  للزخم الإعلامي والتعريف بها وإبرازها أكثر لمجتمع المنطقة ، مما يسهم بزيادة التفاعل والمبادرات والمشاركات وخاصة الفردية .

كما كنت أتمنى أن تشكل لجنة لعمل زيارات ميدانية مسحية للإدارات والهيئات للإطلاع عن كثب على الأعمال المتميزة  الفردية والجماعية في المناطق القروية والمدنية ، حيث أن آلية الترشيح تعتمد على إرسال الترشيحات عن طريق مجلس منطقة مكة المكرمة أو الجهات المشاركة في المجلس أو المؤسسات العلمية والخدمية ومراكز الأبحاث في المنطقة ، مما قد تحرم هذه الجهات بعض الأعمال للترشيح أما للمحسوبية أو وقوعها في الحرج وخاصة عند تعدد المتميزين أو عدم الاقتناع  ببعض الأعمال من قبل بعض الجهات وهي متميزة من وجهة نظر أمانة الجائزة .

وعلى الرغم من قناعتي باستحقاق أمانة الطائف لنيل جائزة التميز البيئي وما قدمته لنا من مشروع سياحي مميز ، إلا أنني استغرب من اختفاء أمانة العاصمة المقدسة عن محفل هذا التميز ، وهي التي لديها جهود جميلة وكمية أعمال ومبادرات ومشاريع في مجال الطرق والحدائق والبيئة والحج والعمرة ، فأين هي من إبراز ما قدمته سواعد العاملين لديها والأخذ بهم حتى نراهم في مقدمة هذا المحفل.

ختاما شكرا بعمق الجائزة وروعتها وتميزها لمن فكر لها والعاملين في أمانتها ولجانها ولمن ساندها ومن يرعاها ولكل الفائزين بالجائزة على جهودهم ومبادراتهم ومشاركاتهم.

وكل ما سبق ليس نقدا بقدر ما هو أماني لتطوير الجائزة وأدواتها لتكون في ذاكرة مجتمع المنطقة وهدف يسعون لنيله وتحقيقه .

 

أحمد بن محمد العبادي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الشكر لك يادكتور احمد العبادي على ابراز دور الجائزة والتعريف بها واعطاء صورة واضحة عنها وعن الشخصيات المتميزة . بحق انها مفخرة مكة المكرمة خاصة والوطن بشكل عام . تحياتي لك د.احمد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى