صليتُ الجمعة يوم أمس 22 صفر في أحد مساجد جدة، وكعادة الخطباء في نهاية الخطبة الثانية يقومون بالدعاء للإسلام والمسلمين، فتفاجأت أن خطيبنا الفاضل يدعو للمقاتلين في سوريا ويتجاهل أبناءنا المقاتلين في الحد الجنوبي. أنا لا أعترض علی الدعاء لنصرة المسلمين المجاهدين لرفعة الدين في كل مكان، ولكني أستغرب من عدم الاهتمام بأهل البيت قبل الجيران؟! وهذا التجاهل في خطبة الجمعة يقودني إلی سؤال أكبر، ألا وهو :- أين دعاء القنوت في مساجدنا لنصرة جنودنا البواسل والرفع من معنوياتهم ؟! ألا يستحقون من آئمتنا هذه المشاركة البسيطة ؟! لماذا يتحمس آئمتنا ويتسابقون إلی الدعاء للأمة الإسلامية إذا حلّ بأحد دولها ضائقة أو حرب ؟ بينما قواتنا المسلحة تخوض معركة شرسة علی الحد الجنوبي ضد عدو متربص ببلادنا ومدعوم من إيران المجوسية ولم نسمع آئمتنا يدعون ويقنتون لجنودنا ؟! قد يبرر بعض الآئمة ومن يؤيدهم بأنهم لم يتلقوا أمرًا رسميًّا من الوزارة بضرورة الدعاء. وهذا في نظري تبرير غير مقبول؛ ﻷن دعم الوطن ومساندة أبنائه المدافعين عن حدوده لا يحتاج إلی إصدار الأوامر، وأنا علی يقين بأن الوزارة لا تُمانع من ذلك حتی ولو لم تصدر الأمر، فمن غير المعقول أن تجرؤ علی محاسبة ومساءلة الآئمة الذين يدعون ويقنتون من أجل جنود الوطن. وحتی نقضي علی ذلك التبرير الواهي، أتمنی من وزارة الشؤون الإسلامية أن تُبادر وتصدر أوامرها للآئمة بالقنوت، فيكفي منها هذا الصمت المريب لمدة 9 أشهر تجاه مسألة بديهية ماكان لها أن تتأخر كل هذه المدة.
1
يستحق جنودنا البواسل الدعاء خاصة في وقت السحر