نعلم وندرك ونقدر الجهود الجبارة التي تقوم بها أمانات وبلديات المدن من أجل جمع المخلفات وتنظيف الشوارع، لكننا في نفس الوقت نعتب على المصدر والمرجع الأم وزارة الشؤون البلدية والقرويه لعدم توجيهها للأمانات والبلديات بالفصل ما بين مخلفات البيوت الورقية والعلب وما شابه ذلك، وبقايا الأكل (النعم). فهذا الشيء فيه إهانة وامتهان للنعم، ولعل معالي وزير الشؤون البلدية والقروية يلاحظ أن هناك مواطنين أخيار متطوعين هدفهم حفظ مكانة النعمة؛ حتى بعد الإنتهاء منها، حيث قاموا بوضع صناديق وحاويات مجاورة لحاويات الأمانات والبلديات المختلطة؛ لكي توضع فيها مخلفات الأطعمة، ثم يقوم أولئك الأخيار بعد فترة بجمعها وتجفيفها وتقديم ما ينفع منها للبهائم.
لذا على الوزارة وضع حد للنفايات المختلطة بحيث تقوم بوضع حاويات خاصة لجمع مخلفات الأطعمة وقبل ذلك تقوم بتوزيع أكياس مكتوب عليها لوضع مخلفات الأطعمة فقط، ومن ثم ينبه على عُمّال البلدية بجمعها ولا تفتح؛ لأننا نعلم ما تحويه مخلفات البيوت من قاذورات ونجاسات حرام أن تختلط مع النعم. كما يمكن بعد ذلك عند التفريغ أن يتم نشر تلك الأطعمة للتجفيف، ثم تعطى لأصحاب الأحواش الخاصة بالأغنام أو تدفن لوحدها؛ فكلنا نعرف عقوبة امتهان وإهانة النعم فهناك من يبحثون عن مخلفات الأطعمة في حاويات النفايات، ونحن نمتهنها ونهينها بوضعها مع القاذورات -ولا حول ولا قوة إلا بالله- لا يعني أننا انتهينا وشبعنا أن نرميها كيفما اتفق، بل يجب أن نصونها ونحترمها، ونحمد الله الذي أنعم بها ويسرها لنا من غير حول ولا قوة. كما يجب علينا كمواطنين أن نتعاون مع رجال الأمانات والبلديات بأن نبادر بحفظ النعم على حدة بعيدًا عن النفايات والقاذورات الأخرى.