لا شك أن الانتخابات البلدية وغيرها لا يوجد لها تأطير شرعي لأنه من نسج البلدان التي تفتقد للأنظمة الإلٰهية ، ولذلك تحاول جاهدة أن تصطنع لأنفسها معادلاً قيميًا لتسيير أمور الحياة ، وربما تنجح التجربة لجدية المجتمع في تهيئة المناخ الملائم لحياة حضارية لتصديرها للعالم الآخر. وقد تداولت المجتمعات التجارب الانتخابية وأبرزت للعالم صحة المسار الذي تسير عليه ، وفي المقابل أجبرت بعض المجتمعات على تقبل التجربة ، وألمحت للبعض الآخر بضرورة إدراج المعرفة المستوردة كعامل نجاح.
وستشهد دوائرنا الانتخابية صراعًا محمومًا لكسب أصوات الناخبين في يوم مشمس وقد يكون ممطرًا أو باردًا ، وخلف الكواليس هناك من يرقب المشهد عن كثب وروحه في أعلى حنجرته نجاحاً أو سقوطًا . ويكمن الخلل في الانتخابات وتحقيق مطالب الناخبين يكمن في ارتفاع سقف الأحلام عند المرشحين المصطدم بعراقيل البلديات واستصغارها لدور المرشحين ؛ إذْ لا يمتلك المرشحون أماكن داخل الأمانة يمارسون فيها مهامهم ، ينضاف إلى ذلك النظرة الدونية من الموظفين في الأمانات للمرشحين وكأنهم سحابة صيف عن قليل تقشع . ولكن ماذا أعدّ المرشح للوفاء بمطالب المرشحين ؟ هل ستتبخر بمجرد إغلاق الصندوق ؟ لو قدّر للمرشح أن يقابل بعد الانتخابات أحد الناخبين هل سيقابله للبشر كما لو كان قبلها ؟ أمانة ألْقيت على عواتقكم فاتقوا الله فيمن اختاركم ، ولا تسوفوا ولا تعدوا مواعد باطلات ، ولا تكلفوا أنفسكم فوق طاقتها .
0