المقالات

المتحسسون من معرض الكتاب!

  • منذ أن انطلق معرض الكتاب في جدة الأسبوع الماضي، والحديث لا يتوقف عن اختلاط النساء بالرجال، في صورة نمطية تكرر نفسها مع كل معرض كتاب أُقيم في السابق. شخصيًا، وردتني رسائل عدة من أصدقاء سبقوني إلى زيارة المعرض وأغلبهم يؤكدون مشاهد الاختلاط وما صاحبه من تبرج وسفور بحسب رأيهم، لدرجة أن أحدهم كتب بكل جراءة أن أغلب الذين يأتون معرض الكتاب (ذُكُورًا وأناثًا) هم أو هن أصحاب سلوكيات فاسدة!! وعندما قمت بزيارة المعرض طمعًا في اقتناء ما يغذي الروح من كتب وحضور أمسيات هادفة، لم أشاهد شيئًا خارجًا عما أشاهده دائمًا في أسواق ومولات جدة. الفرق أننا في الأسواق نبحث عن الملابس والعطور والمأكولات، بينما هنا في معرض الكتاب نقتني الكتب والمجلدات.. نعم كان هناك بعض المتبرجات سواءً كن سعوديات أو من جنسيات مختلفة، لكن لنعترف أيضًا أنهن على هذا الحال في أي مكان عام آخر يذهبن إليه من مطاعم أو منتزهات أو أسواق، وبالتالي فإن المشهد الاجتماعي والحركي في معرض الكتاب ما هو إلا انعكاس لواقعنا ومجتمعنا الذي نعيش فيه، مع العلم أن أولئك الفئة من النساء لم ينزعن غطاء شعرهن، ومعلوم أن كشف الوجه جائز في رأي كثير من علمائنا المسلمين، وليس من المعقول أن نعمم حالتهن فنجعلها عنوانًا لمعرض قدم إليه أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا بهدف اقتناء الكتب، حقهم في ذلك حق الرجال الذين نحكم عليهم في ظاهرهم لا في نياتهم. وهكذا فإذا كان بعض النساء – هداهن الله – يحرصن على وضع مساحيق التجميل والمكياج على وجوههن بشكل صارخ، امتدادًا لم يفعلنه وهن يذهبن إلى الأسواق والمنتزهات والمطاعم، فإن معرض الكتاب لا ذنب له أبدًا في ذلك، وبالتالي أتمنى ألا نكرر اتهام هذا التجمع الثقافي الجميل بأنه السبب في تبرج وسفور قلة من النساء. وإذا رغبنا حقًا وعزمنا على حل المشكلة، فلنذهب مباشرة إلى الأسباب التي أدت إلى ذلك، ومنها على سبيل المثال مناهج التعليم، ضعف التواصل بين مسؤولي التربية وبين أبنائنا وبناتنا، وغياب الدور الفاعل للأسرة، فهذا لعمري هو الطريق الصحيح، حيث نذهب إلى حل المشكلة من جذرها أو جذورها، بدلًا من أن نتهم معرض الكتاب ونُطالب بإغلاقه لمجرد أخطاء حصلت من أناس قلة، ونحرم جيلًا يبحث عن القراءة والاطلاع والمعرفة، ويحتاج إلى بدائل عن متنفس وحيد سئموا من ثبوته وتكراره (رياضة كرة القدم لا غيرها).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اشكرك على المقال الجميل ولعلي ان اضيف اضافة بسيطة
    هنا مشاكل تصاحب معرض الكتاب واي منشط يتم توظيفة لاهداف مختلفة

    الاولى :الفتيات المتبرجات بالزينة وبشكل ملفت لايستطيع ان ينكرة احد
    الثانية: عناوين الكتب والمؤلفين والمناشط
    الثالثة : افتعال الصراع الصحفي والالكتروني بين المتدينين من جهة و المحسوبين على اتجاهات محددة او غير محددة من جهة اخرى.
    رابعا : توقع حدوث مشكلة والاستعدادا لها مما ينتج عنه افعال وردود افعال غير متزنة .
    خامسا : القيام باعمل لاتراعي البعد الاجتماعي مما يحدث صدمة تغذي الصراع للمعرض القادم.

    ساتكلم عن الفتيات فقط..بحكم مشاهداتي ..وليس من سمع كم رأى
    لنذهب الى الجمال والفتيات الجميلات ذوات الشفاه المتلونة بجميع الالوان والوجنات التي تكسوها حمرة الخجل ..والجسم الذي لاتشك ان هناك مشد قد شكله على نحو مغري .انا كرجل يستهويني جمال النساء ..جميعنا كبشر لانختلف على ان اي فعل عفوي يمكن تمريرة حتى ان الله يغفر الخطاء والنسيان ..كما ان اي جهة سيادية تتعامل مع اي تصرف عفوي بشكل مختلف عن تعاملها مع الامور المتعمدة ..ولكن اي تنظيم ومنهج لايتوافق مع منهج الدولة ويتم فرضة من اي جهة على المجتمع بشكل منظم يعتبر امر مرفوض ..لاوضح اكثر مشكلتنا في المعارض مع الجهات المنظمة اي المؤسسات التي تدير المعرض وهي مؤسسات ربحية لديها مواصفات قياسية للعمل تفرضه على العاملين والعاملات الشباب يلبسون لبس محدد والبنات يلبسون لبس محدد وهذا امر عادي ومطلوب . ولكن عندما تشاهد الاتفاق بين العاملات المنظمات على نمط محدد في التزين والمبالغة في استخدام مساحيق لتجميل تعلم انه نظام مفروض من المؤسسة المشغلة ..اخواتنا وبناتنا وامهاتنا وبنات بلدنا لايسيرون داخل المعارض والاسواق بالمكياج .و كما تعلمون ان التزين ليس المشكلة الوحيدة بل ان التصرف والحركة لها دورها فقد اقبل من مواطن عادي شيء لا اقبلة من جهة منظمة لان الامر يقع بين العفوية والقصد الممنهج .الجهات المنظمة هي جزء من المشكلة .. بل ان الجهات المنظمة للمعارض يجب ان تخضع لقواعد صارمة لانها قد تحدث بشكل متعمد او عفوي اشكالية جدلية .. ولا اريد ان ننسى اننا لانثق في احد سوى انفسنا نحن ابناء الوطن الواحد لانريد ان يكون هناك وافد يدير شركة ولا نعرف ولائه ان يتلاعب بنا كشعب كامل ويوقع بين ابنائة نفرة تتغذى بشكل مستمر.هل نستطيع ان نجزم ان الجهات الخاصة التي تنظم المعارض بعيدة عن الشبهات …

    لقد زرت المعرض مع بناتي وكان اول مشهد وقعت عليه عيني بعدالمدخل مباشرة هو وقوف عنصرين من العناصر المنظمة للمعرض فتاة وشاب المسافة بينهم هي المسافة الللازمة لتسمع صوته ويسمع صوتها في الضوضاء المحيطة يعني قريبة جدا ..المشهد هو ضحك الفتاةالمرتفع والذي مالت فيه الى الخلف وضربت بيدها على شفتيها من شدة الضحك .واعتقد ان السبب هو لتخفي الجسر الخاص باسنانها…بالمناسبة عندما مالت الى الخلف اقترب جذعها من الشاب اكثر بشكل فيزيائي…هل هذا المشهد مع بساطته يمثل منظر مقبلول في مكان عام، كيف استطيع تفسير تصرفها لبناتي ..معرض الكتاب له روح جادة اتمنى الا تموت بين يدي منسقي المعارض .

    كتبه سالم الحارثي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى