المقالات

زهير كتبي والسياسة الإعلامية الوطنية

ليس لدي أدنی شك بأن جميع الكتّاب يتوافقون تمامًا مع الصحافة السعودية، فيما يتعلق بالالتزام بمعايير السياسة الإعلامية الوطنية الحرة، التي تهدف إلی خدمة الدين ورفعة الوطن واحترام حقوق الإنسان العاقلة والرشيدة، وماصدر مؤخرًا من المحكمة الجزائية بحق الكاتب زهير كتبي تنبيء عن حكم عادل بحق هذا الكاتب الذي خرج عن الخط المألوف للكتابة الراشدة والرأي السديد، وقد مُنح في الماضي كثيرًا من فرص التسامح والعفو من قبل أصحاب القرار الذين لم يودوا له إلا الخير كمواطن ومثقف سعودي، ولكنه استمر في التجاوز فطالته العدالة وصدر حكم المحكمة الذي يستحقه، فالكتابة عمومًا لابد أن تكون متلائمة مع سياسة الوطن وتوجهاته دون مصادمات أو افتراءات، إلا ماكان نقدًا هادفًا يسعی إلی مصلحة وطنية، فالهدف الأسمی من الكتابة أو الشعر أو الخطبة أو أي منشط ثقافي أو ديني هو مايصب في خدمة الوطن وفي إطار العقيدة الإسلامية .. زهير كتبي معروف بشذوذه عن المألوف في كتاباته وتصريحاته وهذا لا يليق برجل في سنه وفي ثقافته، كان يجب أن يسخر قلمه لما يخدم وطنه ودينه وليس ما يشتت الشمل ويخلخل اللحمة الوطنية .. الرأي محترم من أي كاتب طالما احترم نفسه وسخر قلمه للخير، فينبغي علی كل قلم وطني الإحساس بالوطنية قبل أن يدفق حبره علی الورق، وذلك بالمشاركة بالمفيد والابتعاد عما يثير اللغط وهذا أقل واجب نقدمه لوطننا الحبيب، خصوصًا في هذا الوقت الذي يجب أن تزداد فيه اللحمة الوطنية ورص الصفوف .. نحن لا نشكك في الأشخاص ولا نطعن في وطنيتهم، ولكن المؤمن فطن ويدرك مايجوز ومالا يجوز .. وفي هذا السياق الثقافي والأدبي لابد من الإشارة علی ماصدر من توجيه كريم من قبل سمو مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بمنع الشاعرة هند المطيري عن المشاركة مستقبلا في أي أمسية ثقافية بمنطقة مكة المكرمة، بعد أن تجاوزت الخطوط الحمراء وخالفت قوانين المشاركة في معرض الكتاب بجدة، عندما شتمت وسبت المجتمع السعودي بأسره دون استثناء أفرادًا وشيوخًا، بحجة الرأي الحر الذي تعتبره يندرج تحت مسمی الأدب، بينما أغلب المجتمع يحسبه بعيدًا عن الأدب بل هو عار عليه، ولا يليق بها هذا التهجم كمثقفة أكاديمية سعودية إذا كانت تعتبر نفسها أديبة وصاحبة رسالة نافعة وهادفة .. وأيضًا في هذا الإطار ومن ضمن أنشطة معرض الكتاب بجدة، كان للشاعرة أشجان هندي مشاركة أثارت بعض الجدل عندما أصرت علی إلقاء شعرها من منصة الرجال بدلًا من منصة النساء، كان يفترض أن تقدم شعرها من منصة القاعة الخاصة بالنساء طالما المنصة متوفرة والإمكانية موجودة. لماذا روعي في تصميم قاعات النادي أن تتواجد قاعتان رجالية ونسائية ؟! أليس ذلك يعني أن يقوم كل شاعر وشاعرة بتقديم مالديه من المنصة المخصصة له ولها ؟! لماذا يحب بعضنا الإثارة والاستفزاز حتی نحول اتفاقنا إلی اختلاف ؟ وماذا يستفيد الرجال من تواجد المرأة بجسدها معهم في القاعة إذا كان صوتها وفكرها ورأيها سيصلهم من مكانها الصحيح في القاعة الأخری ؟!

نتأمل مستقبلًا أن يكون لدينا إحساس وطني صادق لخدمة الوطن بالشكل الصحيح، دون أن نثير الغبار في قضايا تافهة لا تهدف إلا إلی التفريق والحساسية بين أبناء المجتمع الواحد.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. لا فض فوك ارجو ان تتجاوز هذه المقالة قروبنا الى فضاء اوسع تحياتي لك ابا وليد.

  2. مع كامل احترامي لرأي الكاتب، بدل ما يسهب في كيل التهم على الثلاثة ياريت يأتينا بالتهم المنسوبة للأول ولماذا لم يعجبه سلوك الأنثيين المتبقيتين من منظار ديني بحت ويترك الإسهاب في الوصف التعبيري لكل من انتقدهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى