لا يختلف إثنان أن للرياضة أهمية قصوى في حياة الشعوب والمجتمعات، كما لا يختلفون أن الإسلام شجع على القيام بهذه الفعاليات بصورة فردية أو جماعية لغرض تنمية الجسم وتدريبه وإشغال الوقت وتهذيب السلوك، ولو كتبت عشرات السطور عن أهمية الرياضة لما كفتني، ولكني ساتحدث عن واحدة من المشكلات التي من وجهة نظري قد تأخذ بيد رياضتنا أكثر وأكثر إلى أهداف ومناح أخرى بعيدة كل البعد عن المنطق والأخلاق والرقي، وقد تحرف الهدف الرئيسي منها وهو الترفيه والمتعة والحماس والرقي وتتحول تلك النشاطات لتصل به إلى مناطق مخيفة من التعصب والعنف والعنصرية والسخرية والاستهزاء بالتاريخ والجغرافيا وأحياناً تحط رحالها بعيداً عن الغايات والأهداف المرسومة لها.
دائما ما أقوم بتوجيه بوصلة المقارنة تجاه الغرب في كل القضايا التي أحب أن أناقشها والتي تخص مجتمعنا وتؤخذ تلك المقارنة علي ممن أناقشهم على أنه إفراط في التفاؤل والمثالية وأحياناً أخرى شكل من أشكال التغريب وأحياناً نوع من انواع الإحباط.
تشكل الرياضة في بلاد الأمريكان جزءاً مهماً وعنصراً فعالاً يؤثر وبشكل مباشر على المجتمع الأمريكي أخلاقياً وقيمياً وسلوكياً وبغض النظر عن نوعية الرياضات والتي يمارسها الأمريكيون إلا أنهم يضعون حجر الأساس لتلك الرياضات في المراحل السنية التي تنتهي عادةً مع إنتهاء المرحلة الجامعية، وهي فترة حاسمة ومهمة في صناعة الإنسان وليس سراً يذاع لأول مرة أن هذا نتاج “فكر” وثقافة وعلم يدُرس.
ومن خلال إهتمام المجتمع الأمريكي بالرياضة وبصناعة الإنسان ومن قبيل المشاركة العامة المجتمعية في النشاطات الرياضية في بلاد العم سام هناك مسابقات للتشجيع تقام في المدارس والجامعات، فرق للتشجيع الخاصة وتقام العروض قبل وأثناء الفعاليات ويتم إحداث روح رياضية وبث روح التنافس والحماس، ويتم الإعتناء بكافة تفاصيل المنظومة المجتمعية من خلال صنع الأبطال عن طريق الرياضة.
تعال في مجتمعنا المصون وشوف العجب، نظام تعليم يبغى له تنفيض رسمي وفلترة من نوع خاص، مدارس لا تصلح للاستخدام الإنساني، إنتهاءً بمخرجات غير منتجة وغير فعالة وبدون أدوات أو حسن إنتقاء أو إجادة في الإدارة أونفاذ بصيرة.
أصعب وأهم مرحلة يمكن لنا خلالها أن نبني هذا الإنسان نتعامل معها بالفهلوة، وأعتقد أنه لا يزال الطريق أمامنا طويلاً لنجرب أكثر وأكثر للخروج عن السياق البشري السليم، ويبدو أننا لم نكتشف حتى هذه اللحظة إلى أننا لا نريد إختراع “العجلة” بل أننا نريد أن نطبّق “الكتيب”.
خير “المنظرين” نحن و أبعد “المطبقين” نحن أيضاً، نستورد أسوء ما أنجزوا، ونعبث بمستقبل من حيث لا ندري.
إلق نظرة سريعة بفكرك في حال مدارسنا وملاعبنا وإعلامنا ورياضتنا وربما مجتمعنا بشكل عام لتجد أن الأهداف البناءة والغايات المطلوبة قد تحولت بقدرة قادر لمستنقع من التعصب و العنصرية والمشاحنات والصراعات و”الفساد” و”سوء التخطيط” و”عدم الإجادة في الإدارة” وأخاف أن تتطور لصراعات مذهبية قريباً جداً إذا استمر تردي الحال على نفس وتيرة “السقوط”.
هل حقاً أننا أخفقنا من حيث لا نعلم وأننا انحرفنا وتسببنا بانجراف الرياضة إلى هذا المستنقع وأسهمنا ربما “بقصد” وربما “بحماس” “غير مدروس” و”غير مخطط” له “إنسانياً” و”فكرياً” ولا يمت للعلم بصلة “أبداً” ولا يمكن أن يساهم في صناعة جيل رياضي “راقي”.
تخيلوا مثلاً أن هناك “كشف حساب” لتاريخ رياضتنا المصونة وقام أحدهم بفتح ملف سجلات “الأبطال” في رياضتنا وسجل الإنجازات التي تحققت وماهي مخرجات “التعليم” التي قذف بها في وجه “رعاية للشباب” معطلة وبرامج “للشباب” يعشعش فيها “عناكب الفساد” وتنعق على خرائبها “غربان التعصب”.
باستعراض سجل مسابقات “الرياضة السعودية” وبالذات في كرة القدم تجد العجب العجاب وإذا سلمك الله من الإحباط وبقي عندك فسحة من أمل تقرأ تاريخاً كان من الممكن أن يكون أفضل وأنصع وأدق -“تفتح عمل الشيطان” – كان هناك “خطط علمية مدروسة”.
خذ مثلاً “قصة إيقاف نظام الدوري النقطي” من عام 1411 هـ وحتى عام 1428 هـ وأنظر إلى نتاج هذا التوقف.
تسمية المسابقات الرياضية عكس مسمياتها “المنطقية” وخلط تاريخي أحدث نوعاً من التضارب لدى كل من يتعاطى هذه الأحاديث.
لذلك عندما تقرأ تاريخ رياضتنا تجده يخبرنا أننا تلاعبنا كثيراً بتاريخ الرياضة السعودية ولم نحسن التخطيط لها، وأن كل محاولاتنا للتطوير والتحسين باءت بالفشل فأخر بطولة مهمة للوطن جاء بها “النمور” عام 2005 م ولم يفلح لا “منتخب الوطن” ولا “أندية الوطن” في الخروج من التخبط وسوء التخطيط منذ ذلك الوقت وحتى الآن حتى وصلنا لنادي “المائة” في تصنيف نظام فيفا “الفساد”.
كلام رائع سلمت يمينك
كلام جميل فقط وفيه ثراء فلسفي وواقعي بس فين الأهلي في المقال
مقال في غاية الروعة رياضتنا تعتمد على المال فقط