في كل صباح وظهيرة نصادف مناظر غير مألوفة لا تتناسب والقفزة الحضارية التي يعيشها الوطن ، وعلى سبيل المثال لا الحصر تلك الحافلات المتهالكة التي يقودها وافدون وغيرهم لتوصيل فلذات أكبادنا والمعلمات إلى مدارسهم داخل المدينة وخارجها بما يعرضهم إلى ما لا تحمد عقباه ، وقد يكون لأولياء أمورهم الحجة في ذلك لتدني الأجرة بما يتناسب وميزانيتهم في ظل إرتفاع وجشع أصحاب الحافلات الأخرى إضافة إلى عدم الوثوق في بعض سائقي السيارات الخاصة “المشورجية” ، وفي إتصال مباشر مع سعادة العقيد طلعت المنصوري مدير مرور العاصمة الذي أكد لي قيام حملة منذ أكثر أسبوعين على جميع مخارج المنطقة لضبط تلك الحافلات الغير مطابقة لمواصفات السلامة ، والتي نتج عنها سحب رخص الكثير منهم لإلزامهم للخضوع للفحوصات التي أقرتها الإدارة العامة للمرور المدعومة بتوصيات وزارة النقل والمواصلات لإلزامهم بالحصول على التصاريح التي تؤهلهم لنقل فلذات أكبادنا والمعلمات ، وقد أكد لي سعادته إستمرارية الحملة بلا تهاون ، لما فيه الصالح العام ، وهنا لا يفوتني الإشارة إلى ضرورة تفعيل النقل المدرسي على أن يشمل المعلمات ولو بأجر رمزي يحفظهن من المخاطر ، لا سيما وكثرة ما تتناقله وسائل التواصل من حوادث أليمة لمعلمات في طريقهن لمدارسهن للقيام بدورهن في المساهمة بإرتقاء الوطن ، لا سيما وتباعد المسافات بين المدارس والمعاهد التعليمية بسخاء لا محدود من حكومتنا السعودية حفظها الله ، حتى أصبح وأمسى التعليم في كل قرية وضاحية على أرض الوطن ، إيماناً بدور التعليم في رقي المجتمع وحضارته ، بما يذكرنا بقول الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.. ذلك التعليم الذي أنتج لنا بفضل الله المعلمة والممرضة والطبيبة وذات الدرجات الإكادمية العليا الآتي يشاركن بكل فخر في المحافل الوطنية والعالمية ، وقد كنا منذ زمن ليس ببعيد نعتمد على الوافدات من الدول الشقيقة في إشغال تلك الوظائف التي تتناسب ومجتمعنا المحافظ ، شكراً مرور العاصمة المقدسة برجاء إستمرار تلك الحملات بلا تهاون ، حفاظاً على فلذات أكبادنا والمعلمات..
0