أعتقد أن الكثافة البشرية التي زارت معرض جدة للكتاب كان أغلبها للتنزه والتجول و ( تكحيل ) العيون من قبل الجنسين ، ولهذا لم تكن مشتريات الكتب بحجم زوار المعرض حسب ماصرح به بعض أصحاب دور النشر .. أنا لا أدعي الحل الأمثل أو الرؤية الأصوب التي يمكن تطبيقها حتی نحول معارض الكتاب بالمملكة من صالات ( عروض ) إلی معارض كتاب حقيقة جاذبة لزوار جادون ومتلهفون للقراءة وشراء الكتب بدلا من التسكع الذي لا يفيد بقدر مايثير المشاكل .. معارض الكتاب في خارج المملكة تتميز ببيئة ثقافية وقوة شرائية وانخفاض ملحوظ لزوار (الإتيكيت) الذين لايهمهم اختيار الكتاب بقدر مايهمهم انتقاء نوع ملبوساتهم وعطوراتهم التي تعطر المكان وتفوح في أرجائه .. ولاشك أن الحل ليس في منع الزوار ولا في التدخل في خصوصياتهم ، ولكنه يكمن في طبيعة التوعية الإعلامية واهتمامها بالتغطية التي تهدف إلی مايتعلق بمبيعات الكتاب وليس مايدور في المعرض من أحاديث ولقاءات جانبية حميمية ( سمجة ) لا تخدم الثقافة بقدر ماتخدش الحياء العام .. أمة اقرأ يجب أن يكون هدفها الحصول علی إثراء المعرفة من خلال شراء الكتب التي أقيمت المعارض من أجلها .. أتمنی في الأعوام القادمة أن تكون الكتب هي جل اهتمامنا ، وأن ننزع من مخيلتنا الخلط بين معرض الكتاب و ( عرض ) الأزياء .
0