* روى ابن “خلك..كان” عن أقوام عاشوا في سنين غابرة، وأعوام عابرة، وأحقاب سالفة، وبهم ومعهم تحلو “السالفة” . قال: إنهم استطوطنوا الصحاري والقفار، والهضاب والبحار، ورأى منهم العجب العجاب، مما يثير الدهشة والاستغراب. وكان مما رآه، ورواه: أن منهم أقوام يحبون فيما يسمى عندهم “طلعة البرّان”، بكسر الباء، ثم بالراء المشددة المهملة، وهي النزهة البرّية، كذلك يقصدون، لكنهم فيها لايقتصدون، ويصرفون في سبيل ذلك مبالغ طائلة، ويتصرّفون تصرفات عجيبة هائلة، وقد تكون مجحفة مائلة.
ومن ذلك الميْل: أنهم يقلبون ماكان مستهجنًا عندهم ويعيبونه، إلى أمر مستساغ لديهم ويحبّونه. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ومن باب توضيح الأمر، أن الرّجل عندهم من العيب أن يمارس أيا من الأعمال المنزلية، كمساعدة أمه أو أخته أو شريكته المنسيّة، في أعمالها المضنية اليومية، كإعداد الطعام على المائدة، أو القيام بأي فائدة، ولو حتى المساهمة في نقل طبق “ما”، أو حتى كأس ماء، وكل مايساهم به هو “التبطّاح والتسدّاح”، وحضور حضرته للمائدة “بانشكاح، و”مسح” أطباقها بالكليّة، والتهامها بطريقة احترافية، ليذرها قاعا صفصفا، لايُبقي فيها لقمةً ولا نتفا. ثم يعود لممارسة ماكان يمارسه قبل تشريفه للخِوان، ويكمل سهرته مع الإخوان، تاركا لها غسل كل طبق وتنظيفه، دون أن يشكر تعبها أو يسهم في تخفيفه.، فإذا ماذهبوا “للبرّان” تولّى ذات الرجل كلّ ماكانت تؤديه المرأة من مهام، وقام به خير قيام، فيقوم بالطبخ والنفخ، والذبح والسلخ، وغسل المواعين بالمرخ .، ولا تقوم المرأة بأي شيء من ذلك ولا تقربه، ويُعاب عليها ذلك في أعراف مستغربة، وتنقلب الأدوار والمهمات، وتمارس بالعكس ذات الممارسات، تلك التي كان يمارسها السيّد المطاع” في منزله، وهي صابرة صامدة متحملّة، وتقوم هي بتنظيف الأطباق “غذائيا”، ومسحها “على الآخِر” نهائيًا، وكأنها من رجلها تتشفّى، وتقوم بذات “الدلال وأوفى” .
ومن ذلك أيضا: أن قيادة المرأة لرواحلهم، التي تُسمى عندهم بالسيارة أو المركبة، ممنوعة للحد الذي يراه البعض محرما إطلاقا ومثلبة؛ فإذا ماذهب القوم للبرّان، انقلب المحرّم حلالا، وصار عندهم مستساغا زلالا. ، ومما ورد: أن بعض أعضاء “الذييحة” في المنازل لايقدّمونها، بل يعيبونها ولا يقبلونها، فإذا مااتجهوا “للبرّان” باتوا على الجمر يقلّبونها، ويتنافسون عليها كمقبّلات، يتسابق عليها الأبناء والبنات، وهي الكرش والأرجل والأمعاء، وبعض “الأعضاء”، الممنوعة ذِكرًا ونطقا، فكيف بها طبخًا وسلقًا . ، غير أن هذا نفاه خبير النزهات البرية والرحلات الخلوية “ذابح بن سالخ الشاوي” في كتابه الموسوم: “القول الهزل في شيّ الكرش والرّجْل” ! وهذا ماأنصحكم بقراءته، بل وباصطحابه معكم في رحلاتكم ونزهاتكم وسائر “طلعاتكم”، فهو مليء بالخبرات الناجحة الناجعة، والفصول الرائعة الماتعة .
____________
* مستلهم من تغريدات لأحد الأصدقاء من كُتّاب الرأي النشطاء.
إذن علينا نحن النسوان
والبقاء اياما وليالي طوال في البران
والتبطح وقراءة كتاب ذابح الخرفان
كتبت فأبدعت يا حامد
اسلوب ساخر شيق يحاكي واقع ملموس
الاسباني ملك القفار وصائد الغزلان يقبل ان يكون بالبر مطوع الصعاب ومذلل المشاق وعلى كتفه يحمل القدور والخرفان ويسبق الرفقة في كل مكان ـــــ بينما في بيته تنتقل تلك التضحيات الى ذات الحب ذات الفاغرة ذات السيدة فالمساعدة خرفنه والمحاوشة اهانة والمطبخ ذل ونقصان مكانه
كل تلك ياسيدي الفاضل ـ ـ مجرد واحده من عشرات التناقضات في مجتمعنا تحت ظلال العيب والشرهة ـــ والا كثر من يريدون المطبخ كالبريه ــ يصيد فيه ضبان او سحليه
وربما غزالة منزلية ـ لكن اين يذهب بقال وقيل عن هيبة الرجل المغوار ـ
بصراحة أنك أصبت الهدف وهذا فعلا واقعنا والأدهى والأمر أن البعض عندما ينتهي من طلعته البريه يترك وراءه مخلفاته والورقيه والبلاستيكيه ولا يتهم لاضرارها البيئه. ..
دائما مبدع أستاذنا يا ابو اسامه