قبل خمسة قرون حاول إسماعيل الصفوي هدم الكعبة، وتدمير أم القرى واتفق مع ملك البرتغال على غزو بلاد الإسلام، واتفقا على أن يقوم الصفوي بالاقتحام من جهة “الشرق” والبرتغالي من جهة “الغرب” وبالتحديد عن طريق “جُده”، ولكن وحده “الله” هو من أطفأ تلك النار ووأدها في مهدها، هذه القصة تلقي بظلالها علي كثيرًا عندما أفكر في أهل “التشيّع” والعرب منهم خاصة وأهل “الشرقية” خصوصًا. كان المذهب الشيعي وعلى مدى قرون يقوم بدور محدد في الأمة الإسلامية وهو دور”المعارضة” الفكرية والفلسفية من وجهة نظر معينة ووفق أيدلوجية معتبرة، وقد مرَّ هذا المذهب بمراحل مفصلية كبرى أثرته وأثرت به. لم يمارس أئمته أو علماءه أدوارًا سياسية قيادية بشكل واسع على مدار أربعة عشر قرنًا، هذا إذا استثينا “عليًا” و”الحسن” ممن مارسوا الإمامة “السياسية” و”الشرعية” في تقلد دور “الخلافة” وهما بالمناسبة من “أهل السنة والجماعة”. نمر النمر أو غيره ممن يعتنقون مذهبًا مختلفًا وطريقةُ لها فكرٌ آخر، أحترم أسباب نشوءه، وأجل وأحب وأتولى كثيرًا “أئمته” والذين هم بالمناسبة “أئمتنا”، وأعتقد اعتقادًا جازمًا أننا جميعًا “أهل قبلة” واحدة وأننا جميعًا مسلمون موحدون. خلافي مع “الشيعه” ليس خلافًا “وجوديًا” أو”عقائديًا” أو”عرقيًا” أو “مذهبيًا”، ولكن عندما طرقت “ولاية الفقيه” أبوابنا وبقوة وبدأت “الفتنة” تطل برأسها وجدت أنه علي أن أقف بصدق وبمنتهى الشفافية وتحضيرًا لما قد يقع في قادم الأيام من حوادث، وبمناسبة الهبة القادمة من صفوي وفرس إيران بعد إعدام نمر النمر أقول مستعينًا بِاللَّه بصوت عالٍ أن لدي رسالتين الأولى: لأهل الشرقية بكل مدنها وقراها، منازلها وحواريها وأزقتها وشوارعها الضيقة وأهلها الطيبين وريحة بترولها أقول: “انبتهوا فـ”ولاية الفقيه” فخ وخطر أنتم قادمون له بدون لحظة “تعقل” وبدون “دراسة”، وأعتقد جازمًا أنكم يومًا ما ستصرخون بألم “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”. حقيقةً كنت أتمنى ألا يُعدم نمر، بل يُقطع لسانه فقط ويُترك ليكون عظة وعبرة لبعض من لا يتقن تحليل التاريخ وقراءته جيدًا؛ ولتُدرس هذه الشخصية بشكل مفصل ليعرف كيف انحرف الفكر عن المنطق وابتعد العقل والقلب عن الحق كثيرًا. ما قام به “الخميني” من خطف لأساسيات المذهب وقواعده الراسخة وتغيير لمسار المذهب كان حلًا ذكيًا لتطبيق نظرية “الولي الفقيه”، وأوجد حلًا دائمًا لجدلية غيبة الإمام “الكبرى” التي طالت وشمخت كثيرًا. “الكلمة” تلك الرصاصة التي قد ينطق بها “رويبضة” أهوج أو “مجتهد” غير مقتنع أو “مقلد” متحمس وإدراك خطورتها؛ فـ”رب كلمة قالت لصاحبها دعني دعني دعني” و”رب كلمة يلقيها صاحبها تهوي به سبعين خريفًا في النار” و”هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم”. إن وقع الكلمة وتأثيرها أسرع وأعمق وأوقع من الرشاش أو القنبلة وتفهم أبعادها وأهدافها واجب على من عقل أو ألقى السمع وهو شهيد. ألم تسألوا أنفسكم ما المغزى من وراء خطاب “التهييج” المبرمج والقادم دومًا من إيران وهل هناك فتنةٌ بدأت تطل في الأجواء أم لا؟ هل هذه “الرماح” و”السهام” التي يقوم فرس إيران برمينا بها في ظهورنا ونحن في غفلة من الزمن تصب في جهة “المصالح” أم “المفاسد”؟ استمعوا لـ”شيعة العراق” ممن ذهبوا لطهران وجواريها، وسوف يخبرونكم أنهم أحس أن هنالك ما يريب في أمر “ساساني” إيران وفرسها وصفويها؟ حتمًا سيخبرونكم أنهم لاحظوا أن هناك “فرق” بين شيعة “الفرس” وشيعة “العرب”، وحتمًا سيخبرونكم أنهم أحسوا بأنهم مواطنون “درجة ثانية” هناك في ايران، وحتمًا سيخبرونكم أنهم لم يجدوا الاحترام والتقدير الكافي كالذي يجده مراجع “طهران” وتلامذة “قم” المقدسة. ليست القضية “تكميم أفواه” كما يسوق لكم “الطهراني المجتهد”، القضية قضية “مبدأ”، ولكم أن تنظروا كيف تستمتع “طهران” بتدمير “سوريا” تحت بند “المقاومة” وتترك الروس يقتلون “الكل” فيها، وكيف تساهم في هدم “اليمن” على أهله بيد بعض من أهله وتترك “أهل” فلسطين بين براثن “بني صهيون” بلا دعم حقيقي للمقاومة وبلا مقاومة حقيقية. انظروا إلى القرى من حولكم، وهي تتمايز خوفًا وجزعًا ورعبًا من ابتلاء الله وقدره ومن الفضوى التي أصابتها في مفاصلها وعطلت تنميتها وأوقفت تطورها، واحمدوا الله حقاً على نعمة “الأمن” و”الأمان” والاستقرار، وصموا آذانكم عن الذين يريدون أن يوقدوا نارًا للحرب بين “المسلمين”. رسالتي الثانية لنا، يا قوم شيئًا من التعقل والحلم والرحمة والمنطق وقبول الاختلاف مع الآخر واحترام معتقده وعدم إقصائه فالشيعة ليسوا “هم العدو فاحذرهم”؛ فانتبهوا لمخطط “بنو صهيون” أنتم أيضًا واذكروا دائمًا أنه سبحانه قد أخبرنا أن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود.
3
مقال رائع ومبدع الكاتب
كلام متزن يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار لتجنب سيل من الفتن نسأل الله ان يجنبنا اياها ..
اكثر ما اعجبني في مقالتك أستاذ فوزي هي الرسالة الأولى لاهلنا في المنطقة الشرقية فهم يحتاجون منا الدعم والمساعده والمسانده والوقوف ضد التيار المجوسي الفارسي الذي يحاول خداعهم واللعب على الوتر الطائفي.
حمى الله بلادنا من كيدهم وخططهم التي لا تريد بنا الخير بل تريد تقسيمنا وفرقتنا، وفقك الله وأنار بصيرتك وزادك علماً وفهماً والى الامام