نبيه العطرجي

أَنَا مِدَلَعْ

مودة الفؤاد

مَا مِن أبْ وأمْ فِي هَذا الوجُود الدِنيوي لَا يُدلع أبنَاءه قَل عَددهم أوْ كَثر بنِين أوْ بنَات أوْ كلَاهما، فالذُرية زينَة الحيَاة الدُنيا، وكِلا الوَالدين يدلعُون أسبَاطهم وأحفَادهم، فهَذه سُنة الحيَاة، ولنَا فِي رسُول الله -صَلى الله عَليه وسَلم- أسْوة حسَنة فِي هَذا الدَلع للأبنَاء وذريَتهم، ومَن منّا يُنكر ذَلك وهُو مثبُوت فِي أمهَات الكتُب لمنْ يَعرف مَا هِي أمهَات الكتُب، وكَيف أنّ دِيننَا الحنِيف السَامي يَطلب مِن الرَاعي مُلاطفة رَعيته أبنَاء ونسَاء وكُل مَن تَحت سَماء ولايَته، والرَاعي قِيل إنّه : الحَافظ المؤتمنْ الملتَزم إصْلاح مَا قَام عَليه . وعندمَا أدَلع مِن قِبل وَلي أمْري بأيّ وسِيلة كانتْ مِن وسَائل الدَلع فهذَا أمْر محبَب، وليْس فِي ذَلك مَانع شَرعي طالمــَا أنّه ضِمن الدَلع العُذري الشَرعي المبَاح . ومسَاعدة ولِي الأمْر لأفْراد شَعبه عَلى تَكاليف ومصَاعب الحيَاة نَوع مِن أنْواع الدَلع الذِي يُدخل البَهجة والسرُور والسعَادة لنفُوسهم التِي تنتظِر ذَاك الفَرح، وعِندمَا يَقسو عَليهم لظَرف طَارﺉ فهَذا لًا يَعني أنّ زَمن الدَلع قَد انتهَى، بَل أنّ هناك مَا يُفرض إعَادة الحسَابات، مَع عِلمنَا يقِينًا أنّه سَيمنحنا -حَفظِه الله- دَلع آخر فِيما بَعد عندمَا تَهدأ العَاصفة . ولكنْ المسْتغرب فِي أمُور الحيَاة أنْ تَجد مَن دَلعته الدَولة برعَايتها له مُنذ بدَاية حيَاته، وفتَحت لَه سُبل التجَارة ، ومَدت لَه يَد العَون، ومضَى عَلى ذَلك عقُود مِن الزَمن حتَى أصبَح مِن رجَال الأعمَال النَاجحِين، لمْ يُفكر فِي يَوم أنْ يَسعى إلَى إنشَاء مَشروع تجَاري خيْري لأبنَاء الوطنْ الذِي أكرَمة بالمــَال الوفِير، والأغْرب مِن ذَلك أنّه لَا يَعرف أنّ هنَاك أنَاس يُعانون من الفُقر المرِير أنَا مدَلع … عَلى مَن مِدلع ! مِدلع عَلى ولِي أمْري الذِي لَه فِي قَلبي حُب لَا يُوصف، مدَلع عَلى مَن بَايعته عَلى السَمع والطَاعة ، مِدلع عَلى مَن أكرَمني بالعَيش الرَغيد، مدلعْ عَلى مَن جعَل حيَاتي تَنعم بالأمنْ والأمَان تَحت ظِل قيَادته الحَكيمة . أنَا مِدلع بخَيرات وطنِي الغَالي الشَامخ برعَاية ورضَا مَليكي رغْمًا عَن كُل مُتكبر مِدلع بمَال الشَعب . اللهُم احفَظ بِلادي، وخَادمهَا وبطانَته الصَالحة مِن كُل مَكروه .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نعم.. فمن حقنا أن نتدلع على قيادتنا السعودية الحكيمة ، وبالمقابل لزم علينا الوفاء والإنتماء وعدم نكران الجميل للدولة السخية التي تنفق بدعم لا محدود لينعم المواطن بالأمن والرخاء .. تحياتي لكم أخي الزميل مشفوعة بالدعاء أن يحفظ الله سبحانه الوطن حكومة وشعباً تحت راية التوحيد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى