كأَنَّكَ حاضرٌ بين أَعيُنِنا .. كأنَّ صوتَكَ يَسرِي في مسامِعِنا .. كأنَّ بالأَمسِ كانَ فِراقُكَ .. فَفِراقُك لا يُصدَّق .. ولكن: هُوَ الْمَوْتُ مَا مِنْهُ مَلَاذٌ وَمَهْرَبُ … مَتَى حُطَّ ذَا عَنْ نَعْشِهِ ذَاكَ يَرْكَبُ .. أحببنَاك حتَّى الثُّمالة .. وبقدر يفوق السَّعادةِ الَّتي أضفتَها في وَسَطِ قلوبنا .. أحببنَاك بقدر المجد الَّذي كتبتَ عباراتِهِ في صفحاتِ فخرِنا. أَنَنْساكَ أَنت!! .. أَيُعقَلُ؟ كيف باللهِ يمكنُ أن نَنساكَ؟ ننساك .. نقدِّم خالص اعتذارنا للحروف والكلمات والجمل؛ لمحو كلمة نِسيان من قاموس اللُّغة الجميلة .. من عناوين الأماكن الأبديَّة هنا: من عنوانٍ باسم الخليج .. وهناك: إلى عنوانٍ باسم: المحيط .. فقدناك يا سائرًا إلى منازلِ الخلد .. نعم!! نحن فقدناك؛ فغيرُك لم يملأِ الفراغَ .. وأَيُّ فراغٍ بحجمِ قامةِ هامتِكَ العظيمةِ يُمكن أن يَملأَ ذلك الحيِّزَ الكبيرَ..!!.. رحمَك اللهُ!! تركتَنا ورحلَتْ في وَسَطٍ اِعتذرَ عن مسمَّاه الرِّياضِي .. فلْتُسَمِّهْ: وسَطًا عصبيًّا.. وسطًا توتُّريًّا.. وسطًا تَشاحنِيًّا.. وسطًا تَشنُّجِيًّا..إنَّه الوَسَطُ المُرهَقُ .. أعتذرَ عن مسماهُ: رياضِيًّا؛ ولذلك اِعتذرَ أيضًا عن مسمَّاه: ثقافِيًّا .. وعن مسمَّاه: اجتماعِيًّا.. وسَمِّه ما شِئت وكيف شئت، وحيثُ شئت .. فلا شيءَ بعدَك يستَحِقُّ أن يكون بحجم أَيِّ شيءٍ..!! فأنتَ في الرِّياضة كلُّ شيءٍ .. ونحن مللْنا الرِّياضةَ ومُنافساتَهَا .. مللْنا اللُّعبةَ وتحدِّياتِها .. مللْنا المشاهدةَ الحيَّةَ وتفاصيلَها.. تعبْنا من الهزائمِ المكرورةِ .. تألَّمْنا من الخروج المبكِّر من الملاعب .. سئِمْنا حتَّى الكآبَةِ من المشاركاتِ الكَسِيحةِ والهزيلَةِ .. ولكَ أَرقَّ التَّحايا .. وأجملَ الاعتذاراتِ .. يا مَن تحمَّلَ اسم اتِّحادٍ يسمَّى إتحادَ كرة القدم.
رحلتَ أيُّها الفيصلُ الأنيقُ بعدَ ما اتعبتكَ دنيا فانية .. بعدما أطلَّ على مُحيَّاكَ الجميل هادِمُ اللَّذات .. بعدما عاود زيارتَك الأخيرة الضَّيف الثَّقيل القديم..!!ولم نكن نعلم حينَها مشقَّتك..!! ولم نكن نُدرِك حينَها جَهدَك .. ولم نكن نعتذر حينَها عن سُوء فهمِنا .. أو نخجلُ حقيقةً من قُبح اعتقاداتِنا ..!! فيا لسوء الظَّنِّ المَقيت فينا.. ما أتعسَهُ..!! ظننَّاك تذهبُ وتركض هنا وهناك بلا معنى .. ولم نكن نعتقد ولم نكن نجزم ولا حتَّى في أضعف حالاتِ إيمانِنَا أنَّك تُنشِئُ البنيانَ الشَّامِخَ .. على خُطى كبيرة.. وعلى أساساتٍ صلبَة ومتينة .. علَّها تصمُد في وجه الرِّياح البعيدة .. والعواصِفِ القادِمة .. ولعلَّنا نُحافظُ على ما قدَّمت وأنجزت على أقل تقدير.
تركتَنا ورحلتَ .. بعد ما رسمتَ لنا الإبداع وما أتقنَّاه .. بعدما نقشتَ عُنوانَ النَّصرِ فينا .. وللأسفِ ما تعلمنا .. أنسيتَنا طعمَ مُرِّ الحزنِ .. فتذوقنا من بعدك أحزانًا .. تذوقنا من بعدك حسراتٍ .. أَعْلَنتَ للعالَم أن الأخضرَ لونُ البهجةِ .. فكانَ ـ فِعلاً ـ لونُ الأخضرِ لنا لونَ المتعةِ والفرحِ .. أعلنتَ للجميعِ أنَّ الفنَّ لن يعزِفَ به أحدٌ غيرَنا .. أفهمْتَ الكونَ أنَّ الانتصارَ لدينا ثقافةٌ .. أشغلتَ الرَّايَ .. أشعلتَ الفِكرَ.. جعلت الرِّياضةَ مطمحًا .. وجعلت اللُّعبة مطمعًا.. أنَرْتَ أفهامَنا في معنى تمثيلِ الوطن رياضيِّا .. حين يلعبُ داخليًّا أو خارجيًّا .. حين يتحقَّق الفوزُ.. حين نُلامِس الكأسَ .. حين نصعَدُ القِمَّةَ ونتربَّعُ عليها بِلا منافسِ .. وحينها يا فيصلُ لم نسمعْ: هذا مِنْ فَرِيقِنَا .. وهذا نَجمُنا المفضَّل .. وهذا مدافعنا الصلب .. وهذا مُهاجِمُنا له الفضلُ في الوصول لغايتِنا .. وهذا المُشرِف سياستُه الواعيَة سياسةَ نادِينا .. وهذا الاستُوديو التَّحليليُّ خياليٌّ .. وهذا المحلِّل الرِّياضي عبقري .. أَرزاقٌ ياسيِّدي أرزاقٌ .. تعصُّبٌ في غيرِ محلِّه .. تحيُّزٌ في غيرِ وقتِه .. أَحْرَقُوا معنى الرِّياضَةِ .. قَتَلُوا مفهومَ التَّنافُسِ .. أَضَاعُوا روحَ المحبَّةِ والصَّفاءِ والجَمالِ والوِئَامِ .. إنَّهم الجيلُ العجيبُ .. والأَمَلُ الباهِتُ ..إنَّهم المفلسون .. لا يعلمونَ عن جيلِ الوفاءِ والتَّضحِيةِ شيئًا .. جيلِ النُّجومِ حَقًّا.. النِّعيمة، وماجد، عبد الجوَّاد، وبايزيد، والدِّعيع .. وقائدهم الفنِّي المتمِّيز الزَّياني خليل .. والقدير صالح بن ناصر والمتميز الناظر عبدالفتاح.. ومِن خلفهم بصوته المبدع علي داوود، وزميليه المحبين: زاهد قدسي، ومحمد رمضان .. وغيرهم كثير..وأهازيج الوطني الممتع الموركي عاطي .. الَّذي انطق من لايعرف أبجديَّات العربيَّة ولا يفهمها .. حبيبكم مين سعودي .. وجايين لمين سعودي ، والحربان خالد يشهد .. بل يُذهَلُ ويُدهشُ من فُجَأةِ ما رَأي وشاهدَ في الجميلة سنقافورة .. حتَّى حروفه اشتبكتْ ببعضِها لينطق الجيعان بدلاً من الجمعان.. ومَن ينسى الكُوبرا ولدغاته..؟ فيا ليتَ الزَّمان يعودُ يومًا كان في أحلى عام؛ عامِ 84 .. أو حتَّى عامِ 94 فأُخبِرُهُ بما فعلَ بنا الحالُ في أعوامٍ غيرِ مرغوبةٍ .. وغيرِ مُرَحَّبٍ بِها أبدًا .. وهناكَ تِسعٌ وعشرونَ عامًا من الإنجازِ والتَّفوُّقِ والتَّميُّز، رحم الله الأمير فيصلَ بنَ فهدٍ وأسكنه ـ بإذنه تعالى ـ فسيحَ جنَّاتِه .. أمنياتِي لكم بحياةٍ رياضيَّةٍ جميلةٍ.
الله يرحمه ويسكنه فسبح جناته …..
الله يعوضنا فيه خير.
الله يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جناته رجل الرياضه الاول وامجاد الرياضه السعوديه بدت معاه واسال الله التوفيق لاميرنا المحبوب عبدالله بن مساعد
الأستاذ الكريم شكرا لك على إستعادة أجمل الذكريات من زمن الطيبين.
رحل فيصل ورحلت معه البطولات .ناهيك عن الهبوط المخيف في الذوق وانعدام الثقافة والروح الرياضية نتيجة لتلك الأبواق الإعلامية المنحطة التي تطل علينا من خلال البرامج الرياضية الهابطة.