المقالات

بَقَايا كِرْشْ”

إنها نصف دائرةٍ .. ولكنّ همومَ الدنيا بها سائرة .. فكلما ارتفع الشخص أو دَنا .. فالكل سواسيةً هُنا .. لا سعادةٌ ولا هَنا ..
الكرش ..
حيث القُطْرُ له تأثير .. فليس الصغير كالكبير .. وليس القليل كالكثير ..
فكلما زاد .. زادت معه المعاناة والسُهاد .. فلا نومٌ مُريحٌ ولا رُقادْ .. وشكاية بين الأشهادْ .. وحكاية بين العباد .. وكَثُرت الأعراض .. وزاد معها حجم الإصابة بالأمراض .. هزالٌ وَرَدْ .. وضعفٌ بالجسد .. وَوَهْنٌ له الجِسمُ رَصَدْ ..
أمرنا الله تعالى فقال:﴿وكُلوا واْشْرَبوا ولاتُسْرِفوا﴾
فمتى ما جاوزت حاجتك أسرفت .. وتأثير ذلك على البَدَن يظهر .. وتصبح كالقرص بشع المنظر ..
قال سيد الأنبياء .. وأجَلُّ الأصفياء .. سيدنا محمد .. صلى الله عليه وسلم .. “المعدة بيت الداء”
فالـ”كِرْش” .. ليست كلمة تبعث على الفكاهة .. وتثير الضحكات .. بل هي حالة صحية تستوجب الانتباه والالتفات ..
ولنُعَرّف “الكِرْش أكثر سنقول : إنها مجموعةٌ من الدهون الموجودة في منطقة البطن ..
فبكل بساطة مالدينا .. هو مجرد “بَقَايا كِرْشْ” ..
هذا ما علينا أن نقوله ..
فقليلٌ من الجدية .. وعزمٌ وقوة إرادة .. وكثيرٌ من الندية .. وتغيير بعض عاداتنا الغذائية ..
سترى بعدها .. كيف سيستقيم ذلك المائل .. ويعتدل طيبًا متفائل .. فكما قال الفرنسيون في أمثالهم .. “الصحة ثروة الإنسان العاقل”
فنحن هنا أجمعين .. عن حياتنا مسؤولين .. “أَلَمْ نُصِحَّ لك جِسْمَكْ”
قيل لجالينوس : مالك لا تمرض؟ فقال: “لأني لا أجمع بين طعامين رديئين، ولم أدخل طعامًا على طعام، ولم أحبس في معدتي طعامًا تأذيت منه”
فلماذا لانتريّض .. فالرياضة حياة .. والحياةُ واحدة .. والواحدةُ عُمْرْ .. فعلينا أن نُحَدّد .. ولنشاطنا نُجَدّد .. ولوقتنا الثمين لانبدد ..
فلم ييأس بول مانستون الذى حصل على لقب أسمن رجل بالعالم فى 2005 بعد أن وصل إلى عمره لـ 52 سنة ودخل موسوعة جينيس عن وزن 444 كيلو، حيث كان يتناول الكثير من السعرات الحرارية اليومية، لكن فى 2010 خضع إلى جراحة أفقدته 127 من وزنه ثم استمر على نظام غذائى صارم وهو الآن يكتب كتابا عن تجربته ..
فقد قال العرب .. “الصحةُ أجمل ثوبٍ نرتديه”
وقال توماس كارليل .. “من يملك الصحّة يملك الأمل ومن يملك الأمل يملك كل شيء”
وقال جوزيف ميرفي .. “إنقل فكرة الصحة الى عقلك الباطن الى درجة الايمان به .. فمن خلال الاسترخاء أنت تَحُثّ عقلك الباطن وتُمَكّن الطاقة الحركية خلف الفكرة لتُسَيْطِر عليها وتجعل تحقيقها ملموسا”
وهناك قاعدةٌ فقهية تقول : قوة اليقين من صحة الدين ..
وهنا نقول : قوة عقلك من صحة جسدك ..
وأخيرًا ..
فلنسميها “بَقَايٰا كِرْشْ” .. ولنصبح بقوة القِرْش .. قبل أن يأتي ذلك اليوم .. الذي نمحو به على أجسادنا .. آخر قِرْش ..

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. مقال جد رائع ويستحق القراءة
    بتمعن فالكثيرون في أشد الحاجة له

  2. فعلا نحن نفتقد لاساليب الحفاظ على الوزن واللياقة ومهملين جدا للرياضة
    احسنت فاجدت فعبرت سيدي حمزة …

  3. ان قلت شكرا فشكري لن يوفيكم
    حقا سعيتم فكان السعي مشكورا …
    حقا الشكر لك سيدي علي هذه الكلمات الرائعه وننتظر كل جديد بكل شوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى