لا يكاد يوجد عاقل إلا وهو محب لوطنه، هائم بترابه، يفديه بكل ما يملك إن دهمه خطب أو حلت به فاجعة. وذلك أمر محمود، لكنه ليس بكافٍ؛ فحب الوطن له معانٍ أسمى وتطبيقات أمثل غابت عن كثير من الناس فهمًا وتطبيقًا. فالطالب المحب لوطنه يجتهد في طلب العلم تعبدًا لله واستحضارًا لنية نفع العباد والبلاد متذكرًا حديث الصادق المصدوق -ﷺ- ” من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة ” . والمعلم المحب لوطنه يتفانى في تعليم طلابه، تعبدًا لله وتطييبًا لمطعمه وبنية إخراج جيل ناصح واعٍ ينفع نفسه ويُرقي بلده متشوفًا لثواب التعليم الموعود “إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليُصلُّون على مُعلميِ الناس الخير ” والتاجر المحب للوطن وأهله يجتهد في جلب أو زراعة أو تصنيع أفضل المنتجات بأفضل الأسعار متعبدًا لله تعالى في نفع العباد ورفعة البلاد راجيًّا أن يدخل في زمرة أهل حديث التاجر الصدوق. والعامل الذي يجتهد كادحًا بيديه، مرهقًا لنفسه ، لو استحضر نية نفع عباد الله وإتقان عمله بما يرضي الله وإعالة من يلوذون به بالمال الحلال لنالَ من الأجور مالا يحصيه إلا الله، ولكان محبًا لوطنه ساعيًا في نهضته ولو لم يشعر. وكذلك رجل الأمن الحريص على أمن الناس والذب عن البلاد، لو استحضر أجر الساهر في الحراسة في سبيل الله تعبدًا قبل أن يكون عملا يرتزق منه لنال الأجر ومارس عمليًّا حبه لوطنه ومواطنيه . وكذلك كل إنسان، لو اجتهد فيما يتقنه متعبدًا الله مستحضرا نية نفع العباد و البلاد لنال الأجر والبركة ولكان محبا لوطنه حقا . ومن محبة الوطن حبًّا عمليًّا، التخلق بأفضل الأخلاق منهجًا ومسلكًا داخل الوطن وخارجه ، والمحافظة على مدخراته وثرواته، والنصح لحكامه وعلمائه ومسؤوليه ومواطنيه . كما أن المحب لوطنه حقًا لا يتصيد أخطاء المخطئين فيه لمجرد إظهار العيب أو يمارس النقد السلبي الذي لا يترتب عليه إصلاح ومنفعة. ولعل من واجب المعلمين والمربين خصوصًا ثم العلماء والخطباء ودعاة الإصلاح أن يبثوا في الناس هذه المفاهيم الشرعية النبوية التي تجعل كل ممارسة في الحياة عبادة لله، يُتقرب بها إلا الله، وتكون سببًا في نهضة البلاد ورفاهية العباد، محققة قول الحق -جل وعلا- ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
5
مقال جيد ومنظم ولكن الكاتب يرى بث حب الوطن من قبل المعلمين وين هم راحوا وراحت ايامهم الطيبة وين المعلم الذي اذا نسي معلومة في فصل يرجع ويدلي بها لطلابه. وين المعلم الذي يخرج اخر شخص في الفصل للفسحة والصرفة خشية من حدوث اعمال لا تحمد عقباها. وين المعلم الذي تحرقه فوات حصة على طلابه ويحاول تعويضها. وين المعلم الذي يعتذر لزميله في عدم اعطائه حصة اضافية. وين المعلم الذي يخاف الله لبلده ويطفئ كهرباء ومكيفات الفصل حفاظا على الصالح العام. وين المعلم القدوة
اوافقك الرأي اخي صادق فالإخلاص في العمل هو اخلاص وحب للوطن ..ولكن نحن -الشعوب الاسلامية- في اشد الحاجة للرجوع للدين ..فهو مدرسة تربوية متكاملة فرحم الله رجلا سمحا اذا باع وذا اشترى واذا اقتضى .. ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ..ومازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه.. وليس منا من لم يوقر كبيرنا … والمعاني التربوية تطول ..اوجزت اخي صادق واوفيت ا
هذه وطنيه مشهود عليها ولها مواقف متعدده في مكه وغيرها
جزاك الله خير ونفع بك
راق لي طرحك وقلمك
بارك الله فيك