في مقالٍ للكاتب القدير أحمد حلبي في هذه الصحيفة المكيَّة، يتناول فيه خبرًا لمصادر خاصَّة لـ(مكة): الأوضاع الصِّحيَّة في مدينة الملك عبدالله الطِّبيَّة حرجة، و تحديدًا حال مرضى القلب-شافاهم الله- في مكة المكرمة بعد إغلاق قسم القلب في مستشفى النُّور التَّخصُّصي، وما الجديد في الصَّحة وأخبارها من حيث المواعيد المرهقة، والانتظار الممل على عتبة عيادة الطَّبيب، ونقصٍ في بعض الأدوية، والتَّعامل بفوقيَّة من قبل بعض الأطباء، بالإضافة إلى أخذ مواعيد بعيدة جدًا في الأقسام المساندة من تحاليل وأشعة وعلاج طبيعي، والأهم في ذلك كلِّه وما أريد أن أخصَّه هنا هو عدم توفُّر غالي الأثمان السرير الأبيض، ويتطابق حال هذا السرير الأبيض الثَّمين جدًا مع شطر من بيت الشِّعر الشَّهير :(يا غالي الأثمان غلوك بالحيل). ووزارة الصِّحَّة تتلقى دائمًا التعليمات تلو التعليمات العليا بأهميَّة استمرار تقديم الخدمات الصحية اللائقة لكل مواطن تستوجب حالته الصحية ذلك ، ولكن لعلَّ للصحة آراء فكرية أيضًا جديرة بالاحترام والتقدير. وهناك حالات أخرى غير مرضى القلب عمومًا تحت رحمة وزحمة المواعيد، فتسمع مواعيدَ تكون بعد ستة أشهرٍ، وبعضها يصل إلى عام كامل..!! وإذا لم تتأثر صحَّتك حتى يحين الموعد، أو يقول الناس عنك:كان رحمه الله رجلا طيبا؛ فأنت بلا شك حينها من الأصحاء السعداء، ولا أعلم -حقيقة-هل هذه الآلية المناسبة في نظر وزارة الصحة؟ أم البحث عن طريقة جيدة تريح المواطنين في حصولهم على الخدمة الصحية المناسبة في أقرب وقت ممكن، هو الحل المفترض الصحيح والمثالي..؟ أيها السرير الأبيض أتعَجَّبُ في غلاك ، وأعلم أنك لاتساوي شيئًا في سبيل صحة الإنسان وعافيته، ولكن أنت مجرد أداة قد تزيد قيمتها أو تنقص، زاد في غلاك مسؤول بأن جعل لك رقمًا مثيرًا في عالم الصحة، تبعد أو تقرب عن المريض بعذر، وأحيانًا بلا عذر..!! تقول للبعض على الرحب والسعة، وتقول لآخرين لا أهلًا ولا سهلًا. أيها السرير الأبيض اتَّقِ الله، فوالله في الأصل نحن لا نحبُّك ولا نعشقك أبدًا، ولكن أجبرتنا عليك الأقدار، فنحن مؤمنون أنَّ كلَّ وعكة بأجر، وكلَّ ألم بأجر، وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وأنه لن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا، أيها السرير الأبيض المدللُ استحلفك بالذي أنطق كل شيء، حين يطلبك من لايمكن ردُّ طلبه، هل تستطيع التأخر في تلبية حاجته؟ أو حتى مجرد التفكير..؟! أيها السرير الأبيض هل تؤمن بالمقولة الباطلة (الناس تختلف)؟ أيها السرير الأبيض كم أفرحت أُناسًا؟وكم آلمت أُناسًا؟وتظنُّ أنَّ الله غافلا عن كلِّ ما يحدث في الليل أو في النهار؟ أيها السرير الأبيض أعذرني فقد باحت نفسي بما شاهدت وبما سمعت، ولم أذكر بعد ماقد يتعب القلب ويرهقه ويقضي عليه..!! أتعي ذلك..؟
0