تؤمن دارة الملك عبدالعزيز بفكر رئيس مجلس ادارتها ، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، شيخ المؤرخين ، بأهمية التاريخ ،والإتكاء عليه وأنه مدرسة كبرى ،ملئ بالتجارب التي تصقل فكر الانسان ، وترشده في مسيرته الكبرى ،لبناءحاضر أفضل ،والتخطيط لمستقبل أقوى . لذلك حرصت الدارةعلى توثيق التاريخ الوطني ،بإقامة المؤتمرات والندوات ،وتأكيدا لذلك ،تبنيها واشرافها ،مساء الجمعة القادم ،ّ الندوة العلمية لمصادر تاريخ مكة عبر العصور،، المنظم من مركز تاريخ مكة بقاعة الموتمرات بفندق ساعة مكة وبمشاركة نخبة من المؤرخين والباحثين من داخل المملكة وخارجها ولإمانها ان تاريخها له اهمية خاصة بل يكاد ان يكون واجب على المشتغلين بالتاريخ في العالم الإسلامي . كما تؤكد أن لمكة ثقلها الديني المقدس ومصدرها الإلهامي وشعاعها المعرفي وانهالم تكن بمعزل عن الحياة الفكرية التي تميزت بها الحضارات الإنسانية ،بل كان لها موروثها ،التاريخي ،والفكري، ومنها نمت العلاقة الوثيقة بين التاريخ والدين. فالتاريخ المكي يروي لنا تاريخ السيرة النبوية والعقيدة الصحيحة وشهدت البداية الاولى لظهور الرواية الشفوية ،ومع انتشار الكتابة، والدعوة الى التعليم، والرحلة الى طلب العلم من العلماء، الذين طاب لهم المكوث والمجاورة فيها . فظهرت المؤلفات التاريخية في القرن الاول الهجري كفضائل مكة ،، للحسن بن يسار، ثم برزت مؤلفات لمؤرخي مكة، كالأزرقي، وابن بكار، والفاكهي ، والفاسي . ثم حفلت بعد عصر الفاسي بعدد كبير من المؤرخين الذين كان لهم دور كبير في تطور الفكر ،والكتابة التاريخية وتكونت بذلك معالم المدرسة التاريخية المكية . واحصى أحد الباحثين ان عدد المؤرخين حتى القرن الثالث عشر 187 مؤرخاً مكياً قاموا بتأليف 486 مؤلفا تناولت التاريخ وشواهده بتفاصيله الدقيقة ،من جميع جوانبة والدارس لكتابات مؤرخي مكة، يلحظ انهم شكلوا مدرسة تاريخية مستقلة تميزت بالتوسع ،والعمق، والتحليل، والشمول ،والدقة، والتوثيق ، والموضوعية ، متأثرة بالمدارس التاريخية المجاورة ،وتطورت واصبح لها استقلاليتها ، وشخصيتها ، ورسمت الاحداث ، بألوانها الحقيقية .
0