مودة الفؤاد
افتَتح أمِير مَنطقة مَكة المكَرمة صَاحب السُمو الملكِي الأمِير مَاجد بِن عَبد العزيز – رَحمه الله – فِي عَام 1404ه مُستشفى حِراء العَام بشمَال مَكة المكَرمة لتُقدم خدمَاتها الطِبية لأهَالي أطهَر ثَرى بأقسَام محدُودة عَلى أمَل أن تستحْدث أقسَام جدِيدة بهَا مَع مُرور الزَمن، فمرّ الزَمن ولمْ يُستحدث شَيء . وحقِيقة لَا أحَد يُنكر مجهُودات كَادرها الطِبي فِي عِلاج الحَالات المرَضية التِي تلقاهَا خِلال الثَلاث عُقود ونَيف مِن عُمر الزَمن المنْصرم رُغم مَا يُعانية مُراجعيها مِن طُول فَترة الموَاعيد التِي تُمنح لهُم مِن أجِل ولوجْ العِيادات، وهذَا أمْر اعتَاد عَليه الجمِيع كَونه أصبَح نظَام سَائر عَلى جَميع المستشفيَات الحكومِية والأهلِية . وممَا جَعلني أسْمح ليُمناي أنْ تخُط الملاحظَات أدنَاه هُو مَا شَاهدته بغُرف التَنويم التِي كَانت رَاقية؛ فالنوَافذ التِي صُممت لدخُول أشِعة الشَمس مِن خِلال شَرائح الستَائر منهَا لتنِير الغُرفة صبَاحًا، وتقْضي عَلى الجرَاثيم طمسَت بتَلبيس ورقِي حجَب نُور الشَمس الذِي يحتَاجه كُل مَن لَازم السَرير الأبيضْ، وكتِبت عَلى بَعضها أحَاديث نبَوية خَاطئة المضمُون، ردِيئة الكتَابة، نَاهيك عَن وضعْ دورَات الميَاه التِي أصبَحت ردِيئة، فأحواضهَا ومَراحيضها كسَاها الصَدأ، وغدَا لونهَا الأبيَضْ أصفَر . نَعم هنَاك تحسِينات خَارجية مستَديمة لمبنَى المسْتشفى ليسَت ذَات أهمِية صُرفت عليهَا مبَالغ مَالية طَائلة كَان الأولى أنْ تُصرف عَلى غُرف التنْويم، واحتيَاجات المرضَى ورَاحتهم. أتمنَى مِن الجِهة المختَصة بالشؤون الصِحية بالعَاصمة المقَدسة تَكوين لجنَة للوقُوف عَلى تِلك الأخطاءْ، وتصحِيحها، وبالذَات الأحَاديث النَبوية التِي يَعتقد العَامة مِن ذَوي التعلِيم البدَائي أنّ الأحَاديث المكتُوبة صَحيحة، فَكيف يمكنْ تصحِيح مفهُومهم لهَا إذَا تَم حِفظهَا مِن قِبلهم. ومِن ثَم النظَر بصفَة عَامة عَلى وضعْ غَرف التنوِيم ( النَوافذ – الطِلاء – دورَات الميَاه ) وتحسِينها. وصَدق الله العظِيم ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾.