استبشر قادةُ المدارس في بدء هذا العام الدِّراسي بتغيير مسمَّى المدير إلى القائد، وانتظروا صلاحياتٍ إضافية تُصاحب هذا المسمَّى الجديد في حينها؛ ليتلاءم المسمَّى الحالي مع الصَّلاحيات المفترضة، ومؤخرًا صدرت صلاحياتٌ للقادة من أجل منح المزيد من القرارات الفاعلة للميدان التَّربويِّ، ولدفع العمليَّة التَّعليميَّة إلى الأفضل، وإن كانوا حقيقة بحاجة إلى المزيد من الصَّلاحيات الجوهريَّة؛ فالقائد يُعتبر منظِّمَ ومنسِّقَ المنظومة التَّعليميَّة .. وأساسَ المعلومة ومصدرها للمرجعيَّة الإداريَّة في الإدارة الوسطى، وبالتَّالي في الإدارة العليا، وهو المشرف المقيِّم في مدرسته، والذي من خلاله يتمَّ تحقيق وتطبيق الخطط الاستراتيجية البعيدة المدى أو المتوسطة أو القصيرة. ويقوم القادة بطبيعة الحال بتذليل الصِّعاب من أجل تسيير اليوم الدِّراسيِّ من تلمُّس ظروف المعلمين والمساعدة على تبسيطها .. والوقوف على حاجات الطلاب .. والمساهمة في تقديم الخدمات المعينة لتعلمهم .. واستقبال أولياء الأمور .. والاستماع لطلباتهم .. ومناقشة رغباتهم بالتنسيق مع مساعديه والفريق الإرشادي والكادر المساعد .. والتَّواصل مع مكاتب الإشراف التَّربوي لتلقي التَّوجيهات والتوصيات، وقراءة التعاميم ومعرفة محتواها والعمل بحرص على تنفيذها، وغير ذلك من المهام، وكل ماذكر لا غرابة فيه، بل هو من صلب العمل، وصميمه، ومن أعمالهم المعتادة. ويضطر القادة وعلى الدوم للبس الثياب المتعددة خلال اليوم الدراسي، وعلى خطى العبارة المعروفة (مجبرٌ أخاك لا بطل)، فيرتدون ثوب النجار حينها للإشراف على إصلاح النوافذ والأبواب، ثم ما أن يلبثوا في وقت آخر، فيخلعوا ذلك الثوب ويرتدون ثوب الكهربائي للقيام بجولات سريعة على القواطع الكهربائية وموصلاتها في مختلف أجزاء الدور، وهكذا حين يرتدون ثوب السباك للتأكد من جودة أداء الدورات الصحية، ولم ينتهُ بعد خلع أو لبس الثياب المختلفة، فهناك ثوب المفاوض التجاري مع متعهد الغذاء، وثوب المفاوض الخدمي مع متعهد النظافة، وأحيانًا ثوب المفاوض مع متعهد الماء، وأعمال تظهر فجأة لم يكن له فيها أي خيار سوى ارتداء ثوب تلك الحالة..!! في ليالي الصيف أو الشتاء خارج أوقات الدوام الرسمي، وهم حقيقة يغبطون زملاءهم في المدارس الأهلية في هذه الجزئية، صراحةً إنها الأدوار المرهقة والمهام المشتتة للقادة في التركيز على مهمة رئيسة وهدف سامٍ نبيلٍ ألَا وهو الارتقاء بالعملية التعليمية للمستوى المأمول، والذي يصبو إليه المجتمع. وفي مقتطفات لكلمة معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في منتدى التنافسية الدولي 2016 في نسخته التاسعة يوم الثلاثاء الموافق 26 يناير صرح معاليه لوسائل الإعلام بقوله: دور مؤسسات التعليم العالي والتعليم العام والفني يمثل رافدًا حقيقيًّا للاقتصاد المعتمد على الطاقات البشرية المبدعة والمنتجة والقادرة على مواجهة المتغيرات في سوق العمل وتحقيق النجاح في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة. ويضيف بحديثه عن دور الجودة في التعليم: أن رفع جودة التعليم سيعزز من قدرة الاقتصاد الوطني على النمو المستدام، وسيزيد في الناتج المحلي، وسيقلل البطالة. إلى أن يؤكد معاليه: ضرورة إعادة الاعتبار لمهنة التعليم، وتخصيص نسبة كبيرة من جهود تطوير التعليم للمعلم؛ لإعداده واختياره وتعليمه وتحفيزه وتقييمه وزيادة ولائه وانتمائه للمهنة. وهنا القادة يضمون صوتهم إلى صوتك يا معالي الوزير ويضعون يدهم بيدك بضرورة إعادة الاعتبار لمهنة التعليم بخطوات كبيرة جادة ومرسومة. ومنها: ضرورة تفريغ القادة للعمل التربوي والتعليمي من أجل توحيد الجهود واستثمار الطاقات واستغلال التخصصات، وألا يشغلهم عن مهمتهم الأساسية والحقيقية من أعمال فنية جانبية لا ترتقي بالعمل الرئيس إلى المقصد المطلوب لدفع عجلة التعليم حقًا إلى الأمام، والوصول لتحقيق الرؤى الصادقة والأماني المأمولة لهذا الوطن الغالي. فهل تتحقَّق رغباتهم في ثنايا رسالتهم العظيمة يا معالي الوزير!!
4
انا اخالفك الرأي عندما ذكرت اعادة الاعتبار لمهنة التعليم…بالعكس انا ارى ان الوزارة كل شغلها الشاغل هو التعليم وتطويره ….
معك قلباً وقالبا تعدت مهام المعلم من التعليم الى بروتوكلات التعليم والى ديكورات المدرسه وبهرجتها حتى وصل الامر الى النفاق الاجتماعي فبوابة المدرسة وفنائها دليل على القائد التربوي الناجح في نظر ادارة التعليم دون النظر الى الهدف الاساسي لانشاء هذه المدارس
صدقت أستاذ عبد الرحمن ، فالمدير فعلا يجد نفسه أمام أعمال لا علاقة لها بالقيادة ويجب أن يفرغ الطبيب لطبه والمعلم لطلابه والقائد لمهامه ، ويبدو أنك لبست الكثير من الثياب ، عندما زرتني في المكتب كنت تلبيس ثوب المفاوض الحريض على الحصول على أحسن عرض ،،، كم أنت رائع …
تحية طيبة
اتفق معك علماً أن الدليل التنظيمي نظم العمل ووزع المهمات . لكن مع الأسف أن التشكيلات المدرسية غير مكتملة في بعض المدارس أو تطبق على بعضها شروط أعداد الطلاب وتترك في أخرى .
وفقك الله لكل خير