كما إن لبدنك عليك حق؛ فإن لوطنك أيضًا عليك حقوق يجب أن تؤديها وبنفس راضية، مساهمة منك في رد جزء من الجميل لهذا الوطن المعطاء الذي عشنا فيه أزمنة شهدت طفرات اقتصادية وحضارية لم يشهدها العالم من حولنا، فنحمد الله الذي بحمده تدوم النعم والصالحات، نعم إنها المملكة العربية السعودية وقد منّ الله عليها بخيرات وفيرة، وشرفها بوجود أطهر البقاع مكة المكرمة والمدينة المنورة، التي شع منهما نور الإسلام ليرتقي بنا من الجهل والضلال إلى النور المبين، ولقد ساهمت الدولة ومنذ تأسيسها على يد المغفور له صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ساهمت في بناء الدولة على أسس إسلامية دستورها القرآن المبين، ولا يخفى على جميع التجار وغيرهم من المستثمرين ذلك الدعم السخي للمشاريع التجارية والزراعية الخاصة والعامة، ليهنأ المواطن والمقيم وكل من سار على تراب الوطن الذي بفضل الله لم تطأه أقدام المستعمرين مع بزوغ نور الإسلام ونبوة سيد الخلق الهاشمي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وبفضل الله تعالى تكاثرت الأموال وازدهرت المشاريع الجبارة التي نلمسها في زمننا الحاضر ويتسارع بناؤها بعون الله للأجيال القادمة، ولكل تلك المكرمات وفي ظل الهبوط الملحوظ في اقتصاديات العالم، صار لزامًا على الشركات التجارية والصناعية ورجال المال والبنوك المحلية، التي تنعم ويتسارع نمو استثماراتها في وطن الخير، صار لزامًا عليها وبلا منّة أن تبادر بالمشاريع الخيرية التطوعية التي تساهم جنبًا إلى جنب مع مشاريع الدولة -حفظها الله- فيما يعود بالنفع على الوطن، وأخص بها مشاريع الشباب الذي يشكل نسبة كبيرة من شرائح مجتمعنا، وبلادنا بفضل الله ليست في حاجة لهؤلاء لقيامها -حفظها الله- بالدور المطلوب، ولكن من باب رد جزء من الجميل لزم عليهم المسارعة بدعم المشاريع العديدة من بناء الكليات والمعاهد الصناعية التي أصبحت وأمست من ضروريات العصر، إضافة إلى تبني المشاريع الصناعية المنتجة لاحتياجات الوطن، في ظل تدني أسعار النفط وتوجه المملكة للبحث عن البدائل التي تحفظ علينا ديننا وأمننا وليبقى الوطن المترامي الأطراف عزيزًا شامخًا بفضله تعالى، وفي الحقيقة ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع ما تناقلته وسائل التواصل للتبرع السخي من رجل الخير والأعمال الشيخ يوسف الأحمدي، بارك الله له في رزقه وأهله وجعل ذلك في ميازين حسناته ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾. ذلك الرجل الذي يقر بما أنعم الله عليه ويؤمن بأن الله رزقنا بالمال ليخدمنا لا أن نكون خُدّامًا وخزنة له، وقد سبق تبرعه بـ (50) الف متر مربع المعلنة بصك شرعي ناحية بوابة مكة المكرمة منحة منه حسب قوله: “بلا منّة أو زيف ورياء”؛ لدعم شباب مكة المكرمة تُسلم لأمانة العاصمة مشفوعة مبدئيًّا بمليوني ريال لتسويرها وما يلزمها من خدمات، وقد سبق ذلك إنشاؤه للعديد من الأوقاف الخيرية بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ودعمه الكبير للمسؤلية المجتمعية ، وهو أستحق اشادة مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.
بارك الله فيه وله ومن يحب وجعله قدوة لغيره من التجار ورجال المال والبنوك المحلية التي لم أسمع بقيامها بدور وطني ترد فيه الجميل بالجميل حتى تضخمت أرصدتها وتكاثرت، وقبل الختام بالصلاة على النبي وآله، أسأل الله تعالى أن يديم علينا ديننا ووطننا حكومة وشعبًا في ظل حكومة هام السحب خادم الحرمين الشريفين سلمان الخير والحزم.. اللهم آمين.
https://www.youtube.com/watch?v=wpwFchIxWxc
الشيخ يوسف الأحمدي بذل ومايزال يبذل فجزاه الله خيرا لما قدمه لمجتمه وبلده وحتى لأقاربه والمتمثل بدعمه ل”وقف الأحامدة” في المدينة المنورة.. فكثر من أمثاله من أهل الخير .