نرى كثيرًا ونسمع أكثر عن قصص التنظيم المتطرف وحكاياته،”خوارج العصر“، أو ما يسمي نفسه “داعش“، ومقدرته على تجنيد صغار السن، ينضاف إلى ذلك القوة الاقتصادية التي يمتلكها، كما أنّ لانتشاره على مساحات شاسعة في العراق وسوريا وليبيا دلالات خفية، قد نعلم بعضها ويخفى علينا أكثرها، والناظر لنشوء التنظيم عام ٢٠٠٣م إبان الاحتلال الأمريكي للعراق، يدرك كنه القصة ومستودع سرّها. لعل أيّ قوة في العالم تدرك مدى خشيتها من غيرها؛ ولذا تجدها مضطربة تبحث عن معادل توازن؛ فهي أشبه بالصعود إلى القمة والبقاء عليها، ولكي تحافظ تلك القوى على مصالحها الاقتصادية، وجب عليها التصدي لكل ما يعكّر صفوها، فالغرب يدرك أهمية الدول العربية المنتجة للنفط، فجعلها نصب عينيه على مدى سبعين عامًا، يضع لها الخطط ويغرقها في دوّامة الصراعات والحروب، كل ذلك يسير ببطء ولا يتماشى والطبيعة العدوانية لتلك الدول، فخططوا ففشلوا، وشنوا الحروب فانتكسوا، ورجعوا يجرون أذيال الهزيمة والفشل، فأعادوا صيغة الطغيان والاستيلاء بإيجاد معادل يشن الحروب بالوكالة تحت مسمى الدين، فبانت نواجذ الشر والمكر والكذب، فوجدوا ضالتهم المنشودة في فئة تخدم مصالحهم بكل المقاييس، فعملت استخباراتهم المستحيل لكي تزعزع الأوطان المستقرة العابدة لله. لا شك أن الصهونية العالمية هي الأم الحنون لداعش والصدر الرؤوم، فعندما أُحتل العراق كان التنظيم قد استوى على سوقه فأُعلن قيامه، فانتعشت البؤر النائمة، فتوشح العراق بالسواد على سواد عمائمه، وارتفع نهيق القاعدة من بعيد مباركًا تارة ومنددًا بشق صف الجهاد – على حدّ زعمهم – تارة أخرى، والعجيب في الأمر أن التنظيم يربو وينمو في مناطق أهل السنّة في العراق وسوريا ؟؟ وهذه سقطة وقعت فيها اليد المدبرة والعقول المفكرة للتنظيم، والتي تُدار من تل أبيب والضاحية الجنوبية وطهران، وذلك خاضع للعم أو المراقب العام، الذي يرقب الأحداث من بعيد، نعم سقط التنظيم سقوطًا ذريعًا عندما انكشف بحماية العمائم له، وكذلك الغرب ومن بعدهم النصيرية في دمشق، فهم يتعاملون مع بعضهم بعقود وتقاسم للثروات، كما أن التنظيم يتتبع الجيش الحر ومناطق نفوذه فيغدر به بكل جبن وتفاهة. وإذا كان التنظيم يدعي أنه يحارب أعداء الإسلام ويصور حالته إسلاميًا بامتياز فلماذا كل ذلك ؟ لا شك أن التعتيم على قياداته العراقية الإيرانية الصهيونية النصيرية أمرٌ بات مفضوحًا، فعدوهم اللدود هو معقل أهل السنة والجماعة : المملكة العربية السعودية، وهدفهم معلن وأهداف غيرهم مطمورة في ظلام النفس، فالخارجية الروسية والأمريكية تنظر بتبجح لأهل السنة والجماعة يُقَتّلُونَ من كل الأطراف ويُجَوّعُون، وعندما أدركوا قرب هزيمة الروافض بكل تجمعاتهم، حينئذٍ تحركت قوى الشر تدافع عن الطغاة، لماذا ؟ لا لشيء إلّا أنهم أدركوا أن الإسلام هناك يبتعد عن طهران وبشار، ولذا لزم محاربته، فتحرشوا بتركيا عن طريق التنظيم المتطرف وعن طريق اختراق الأجواء التركية، وأوعزوا للمخربين من أذنابهم والمتأثرين بفكرهم والمنخدعين بطرقهم للعبث بأمن السعودية فأنّى لهم ؟ إذًا أدرك الشباب السعودي قوة الخطر المحدق بهم، فزادهم ذلك ثقافة في التنظيم الإرهابي ومن يقف وراءه، وازدادت اللحمة بين القيادة والشعب ولله الحمد، ولعل زيارة ولي العهد -حفظه الله- لمصابي الأحساء نتيجة الاعتداء الآثم خير ما يمثل تواضع القيادة الحكيمة، والقضاء على بؤر الفساد والخيانة؛ خيانة الدين والوطن؛ فهنيئًا لنا بالأيدي الندية؛ يد تضرب على رؤوس الطغاة بقبضة من حديد، ويد أخرى حنونة تتلمس المصابين وتخفف عنهم الألم بغية النظر إلى الأمام فهو الأمل، هل أدركتم السياج الأمني الذي أقصد ؟!
2
سياجنا الأمني : ( الله ثم المليك والوطن )
حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا من كل مكروه .
بوركت يا دكتورنا الفاضل ”’على مقالك في موضوع (السياج الأمني) والذي أشبعت جوانبه لتنير للقارئ خطورة هذا التنظيم الذي استباح الدماء واجتاح الديار والبلدان واستهانت بالبشر تحت ظل مزاعِمُهُ المكذوبه(الدولة الاسلامية في الشام والعراق) فالاسلام بريئ منهم براءة الذئب من دم يوسف ،ونحمد الله سبحانه وتعالى ان هيأ لهذه البلاد حكام فضلاء يوعون مخاطر هذه التنظيمات واعوانها من الفرس الشيعه اعداء الاسلام والسنه والجماعه،والحديث يطول في هذا المجال فعذرا على اطالة التعليق ‘حفظ الله ارض الحرمين الشريفين وحكامها وشعبها ،في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين ‘الملك سلمان بن عبد العزيز ووليّه وولي عهده وجنودنا البواسل المرابطين على الحدود الجنوبيه .