تتميز جبال السروات علی امتدادها من الطائف شمالاً وحتی الحدود السعودية جنوبًا بمناظرها الخلّابة وأجوائها العليلة التي تجذب الزوار والسواح إلی تلك الجبال، خصوصًا في فصل الصيف الملتهب بحرارة الجو في بقية المناطق الأخری؛ ولهذا فإن منطقة جبال السروات هي مقصد للسواح سواء من داخل المملكة أو من خارجها، بالرغم من اتفاقنا علی عدم توفر مقومات السياحة السعودية بالشكل الذي نطمح له جميعًا ..
المقصد أن جبال السروات أصبحت مسرحًا للقرود ومأوی لها علی مدار العام تقريبًا، والمصيبة أن تلك القرود قد تآلفت مع الإنسان إلی درجة لم يسبق لها مثيل، فكانت القرود في السابق تصنف ضمن الوحوش المفترسة التي لا تعيش إلا في الأدغال البعيدة عن الناس وعن المباني، أما اليوم فالمشهد تغير في غزو تلك القرود لبيئة الإنسان ومشاركتها له غذائه بوصولها إلی أحواش المنازل، بعد أن تخطت كافة الحواجز مرورا بالطرق المعبدة وملاهي الأطفال والحدائق العامة، طبعا مع احتفاظها بشراستها ووحشيتها فيما يتعلق بخطرها علی الإنسان سواء من ناحية خطرها علی افتراس الأطفال الذين قد تجدهم في محيطها في غيبة الرقابة اللصيقة من الوالدين، أو مخاطرها الصحية الجسيمة فيما تحمله من أمراض وفيروسات قد تنتقل منها إلی الإنسان أثناء ولوغها في الأواني أو الاحتكاك المباشر مع الناس .. ولهذا فإنني أوجه نداء عبر هذا المنبر الإعلامي إلی الجهات المعنية، بالتصدي لهذه الظاهرة المزعجة والخطيرة، ومحاولة القضاء عليها، فليس في تواجد القرود بهذه الكثرة أي فائدة تذكر، وإذا كان هناك جانب طبي فيما يتعلق باستخدام بعضها للتجارب الطبية، فبإمكان مراكز الأبحاث وكليات الطب، احتجاز ما يكفيها للتجارب في حدائق خاصة بالحيوان، والقضاء علی بقية القرود السائبة التي أصبحت مقلقة للناس سواء القاطنين بمنطقة جبال السروات أو الزوار من خارج المنطقة .
القرود يا دكتور إرث تليد لا نستغي عنه
فالصاعد لجبال الهدا يدخل السرور على عائلته بركن السيارة وممازحة القرود في عقر دارها ومسرح عملياتها