عبدالرزاق حسنين

مدير بدرجة طبيب

 مما لا شك فيه أن وطننا الكبير المملكة العربية السعودية تذخر بالكوادر النابغة في جميع المجالات العلمية الأكادمية والمهنية ، وذلك بفضل الله ثم بالإنفاق السخي الذي بدأ مع الطفرة الإقتصادية الأولى ، التي صاحبتها قفزات ونهضة في التعليم الجامعي والعام ، وليس أدل على ذلك تلك الأعداد المهولة من المبتعثين في تلك الحقبة وما تبعها من مكرمة ملكية لبرنامج المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإبتعاث التي عززت الكوادر النابغة في وطننا الحبيب ، كل ذلك يقيناً كلف خزينة الدولة مليارات الريالات التي تهدف بالإرتقاء بالمستوى الحضاري في جميع مجالات الحياة ، وأشير في مقالي هذا إلى تلك الكوادر الطبية المتخرجة من جامعاتنا المحلية التي شهد لها العالم بالكفاءة ، إضافة إلى الأطباء العائدين من خريجي الجامعات العالمية الأمريكية والأوروبية ، الذين يتأمل الوطن فيهم الخير الكثير في الرقي بالصحة وما تواجهه من تحديات للأمراض والأوبئة المستجدة بل المستعصية في كل عام ، والمساهمة أيضاً في القضاء على ما يشاع من إغلاق لمراكز متخصصة في القلب والسرطان وغيرها ذات الإنتظار الطويل لمرضاهم ، ومن وجهة نظري ليست العلة في ندرة الأسرة أو الأجهزة الطبية الملازمة لها ، إذ تشهد الدولة في كل عام إنشاء وإفتتاح العديد من المدن الطبية والمراكز والمستشفيات الكبيرة في جميع مدن المملكة المترامية الأطراف ، وقد يكون لتسرب الكوادر الطبية الباحثة عن الإمتيازات والبدلات والحفاوات دور في ذلك ، إضافة إلى بعض التعيينات لتلك الكوادر المتخصصة طبياً في إدارة مدينة طبية أو مستشفى أو شئون صحية وما تسببه من عجز في الكوادر التي أنفقت عليها الدولة للمساهمة الفاعلة في خدمة الوطن في المجال الصحي خاصة ، وهذا ما يدفع وزارة الصحة للإستعانة بالكوادر الطبية من الدول العربية المجاورة ، وفي بادرة جيدة ومنذ أكثر من عام تقريباً تم تكليف مديراً لإحدى المستشفيات التخصصية الكبيرة في المنطقة بدرجة دكتور مهندس أ . س ، مما ساهم من وجهة نظري في النقلة النوعية في خدماتها ، تلك المستشفى التي كانت مادة سهلة على صحافتنا المحلية لما شابها من قصور في الأداء وكثرة شكاوى المراجعين ، وقبله بعدة سنوات تم تعيين س . خ ، مدير بدرجة ماجستير إدارة مستشفيات ، لمستشفى عام في المنطقة أيضاً ، بما يؤكد ومن وجهة نظري سلامة الإختيار الغير طبي للإدارة الناجعة للمستشفيات والمراكز الصحية ، وقد ساهمت بعض جامعاتنا المحلية في إستحداث تخصص إدارة مستشفيات ، وجدير بنا الإستعانة بهم بعد الله في الإدارة ، وبذلك تعود تلك الكوادر الطبية للعمل في تخصصاتها بما يعود بالنفع على مجتمعنا ويساهم في معالجة نقص الكوادر المشاع في وزارة الصحة ، وهنا تعود بي الذكريات يوم كنت طالباً في جامعة أم القرى قبل أكثر من ثلاثة عقود تخصص لغة إنجليزية ، إذ انضم إلى هيئة التدريس سعادة الدكتور سعود السبيعي “عضو مجلس الشورى الحالي” حفظه الله ، ذلك الرجل الذي أعتبره مثالاً للمثابرة وحب العمل والحرص على مخرجات تعليمية بكفاءة عالية ، وليس أدل على ذلك حرصه على إستغلال كل دقيقة في المحاضرة بما يعود بالنفع العلمي ، إضافة لعدم تغيبه عن ساعات مكتبه الأكادمية التي إستحدثت بسببه ، ولكن تلك الفرحة لم تستمر بعد صدور أمر مدير الجامعة في تلك الفترة بتكليفه برئاسة القسم وهنا بيت القصيد ، لخسارتنا كطلاب لتلك الكفاءة العلمية وحصرها بين جدران المكتب ومعاملاته الورقية ، وهذا ما نلمسه حالياً في وزارة الصحة ، والحديث يطول أختتمه بعد الصلاة على النبي وآله بالدعاء بشفاء مرضانا والمسلمين..اللهم آمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى