حمود الفقيه

بين العِرض والعار

  •  طالعتنا صحيفة “الجزيرة” الغراء بمقال لأخي الدكتور عبدالله سالم الزهراني تحت عنوان “كم كلمة قالت لصاحبها دعني “يتناول فيه ماتعرض له الشيخ علي المالكي من هجوم شرس عن كلامه في قناة “بداية”، وكان المقال جميلا في الطرح أسلوبًا وفكرًا، رابطًا بين الماضي والحاضر وسطيًّا في طرحه. ولو رجعنا لديننا الحنيف لوجدنا أن الله شرع لنا هذا الدين الكامل لحفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والعرض والمال والعقل؛ فلا تجد الأوامر والنواهي إلا جلبًّا لما يحفظها أو دفعا لما يضر بها. ولعرفنا أن الله بعث رسوله -صلى الله عليه وسلم- ليتمم مكارم الأخلاق كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام :” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. ومن مكارم الأخلاق التي تممها الإسلام رفع شأن المرأة، فأنزلها منزلة تليق بها، فحث الإنسان على الحفاظ عليها واختيار الرجل المناسب ليزوجها به، فهي عرض الرجل الذي لا يقبل له أن يدنس ويستسهل الموت في الدفاع عنها، وفي المقابل حث الزوج على حسن اختيار الزوجة” فأظفر بذات الدين تربت يداك”. ولكنا بلينا في هذه الأيام ببعض الليبراليين الذي يشهر قلمه ليناقش حقوق المرأة ويطالب بها أكثر من النساء أنفسهن، ويتصيد كل شاردة وواردة في هذا الشأن ولايدع فرصة أو شبه فرصة إلا وتجده يردد إسطوانته المشروخة عن حقوق المرأة. مما يُثير شكوكنا حول أهدافهم التي يريدون الوصول إليها، ولعل تشبيه الكاتب لهم بالنفخ في أبي كبير كما نسميه يعطيهم الصورة التي يستحقونها. ماقاله الشيخ علي كأن سائدًا في قول الكثير من سكان المملكة في أيام سادت فيها الأمية، تلك الفترة التي عارض فيها البعض تعليم المرأة معارضة شديدة نتيجة للجهل والأمية، ومع انتشار التعليم اختفت هذه العبارة، ولم تظهر إلا نادرًا، ولعله كان يقصد أنها عرض الإنسان الذي يجب أن يختار لها زوجًا يحافظ عليها ويكرمها، فما أكرم النساء إلا كريم ولا أهنهن إلا لئيم، والشيخ علي داعية متميز وإن جانبه الصواب في عبارته؛ فليس معصومًا .

     مكة الإلكترونية حمود أحمد الفقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى