الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الثوابت التي قامت عليها الدولة السعودية المباركة، وقد أعلن حُكامنا هذا الأمر أمام الملأ بصوتٍ عالٍ في أكثر من مناسبة داخلية وخارجية، حتى وصل الصوت بكل وضوح لكل أصقاع الدنيا وتناقلته وسائل الإعلام بكافة أنواعها وفهمه العجم قبل العرب وآمنوا بتوجه المملكة واحترموه رغم تعدد دياناتهم وعدائهم للدين، ولكن البعض من أفراد المجتمع يصم أذنيه حتى لايسمعه، ويشعرنا بأنه ضد وجود هذه الشعيرة رغم تصريحات سمو وزير الداخلية الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز – رحمه الله – وقوله: “المملكة لن تتنازل عن الأمر بالمعروف طالما أنها تحكم بكتاب -الله عز وجل- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”، وتأكيده -رحمه الله- بأهمية وجود الهيئة إلا أن بعض أصحاب الأهواء كما أسماهم سموه، لا زالوا يحاربون هذه الشعيرة لمجرد بعض الأخطاء التي تصدر من أحد منسوبيها؛ حتى بلغ ببعضهم المطالبة بإلغائها!. ومن المضحك والمخجل أن تجد صعلوك قليل رُشْد أو صاحب هوى يحارب جهاز الهيئة ويتصيد أخطاء منسوبيها رغم أنها تقف بالمرصاد في وجه السحرة والمشعوذين والخارجين عن القانون من المتسكعين، فالأخطاء تصدر من الجميع حتى أولئك الذين ينتقدون الهيئة ورجالها هم يخطؤون وكل من يعمل يخطئ، فهل يعقل أن نلغي المرافق الحكومية لمجرد خطأ موظف؟! فكيف يطالب هؤلاء بإلغاء الهيئة رغم دورها الكبير في المجتمع.
فالملاحظ أن بعض وسائل الإعلام أصبحت أداة لمحاربة الهيئة من خلال تبنيها لبعض المواضيع دون علم بتفاصيل القضية ونجدها تسقط على العاملين بها، ولا تتعامل مع الموقف بمهنية، فالإعلام يفترض أن يعزز سياسة الدولة في المقام الأول، ويكرس لمفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل إعلان حكامنا الدائم لذلك، ولعلي هنا أستحضر بعض تصريحات سمو وزير الداخلية الأمير نايف -رحمه الله- التي تتعلق بالهيئة عندما قال: “الهيئة مدعومة من كل الجهات ومستحيل مجلس الشورى لا يدعم الهيئة”، وقوله: “الهيئة مرفق هام يجب أن يدعم من كل النواحي، وللأسف فيه استهداف حتى من الإعلاميين يلتقطون السلبيات البسيطة وينفخون فيها لتكبر حتى يسيئون للهيئة”. وكانت هذه رسالة قوية من سموه للإعلاميين ولكن للأسف أصحاب الأهواء استمروا في غيهم. ثم تساءل سموه: “هل يعلم هؤلاء بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الإسلام”، وأضاف “إذا كنا مسلمين يجب أن نعلم هذا وإذا كنا غير مسلمين؛ فليس هذا الوطن لغير المسلمين”. ولم يكتفِ وزير الداخلية بهذا، بل قال، “الهيئات الموجودة ومنها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي هيئات حكومية، وهيئات الدولة، والمملكة دولة الإسلام وستظل هيئة الأمر بالمعروف قائمة ما دام للإسلام قائمة في هذه الأرض؛ لأن الأمر بالمعروف ركن أساسي في الدولة الإسلامية والحمد لله نحن دولة إسلامية وستظل باقية وقائمة بأعمالها، وكذلك ما يماثلها من مؤسسات، وأما كون ما يحدث من أخطاء عن (أفراد) فهذا لا يغير من مكانة الهيئة لأي شيء وهذه الأخطاء تحدث في الأجهزة الحكومية الأخرى”.
وعلق سموه الجرس بقوله:”أرجو ألا يكون هناك أي تفكير في التغيير من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة”. كما أن سموه لم يجامل أحدًا على حساب الهيئة؛ فقد طالب بعض الصحف بتغيير توجهها الذي وصفه بالسيئ، وقال عنها: “تأتي بأخبار ليس لها أساس من الصحة، وتستكتب أُناس أصحاب أهواء ضد العقيدة وضد الوطن؛ فهذا أمر لا يليق بأي صحيفة ولا بأي مواطن يعمل”.
بعد كل هذه التصاريح من رجل الداخلية الأول أعتقد من الغباء محاربة الهيئة أو التفكير في إلغاء دورها حتى لو اختلفنا مع بعض أفرادها، ولكن بعض الاعلاميين للأسف يسيرون بعكس الاتجاه ويخالفون السياسة الإعلامية للدولة رغم تبوأ البعض منهم لمناصب قيادية في الإعلام وهم الذين يفترض أن يكونوا قدوة لغيرهم؛ فقد وجدنا يعضهم يتعمد الإساءة للهيئة عن طريق المنابر الإعلامية، وهنا يجب أن تقف الدولة بحزم ضد كل من يحاول المساس بالدين واستغلال الإعلام في الإسقاط على جهاز الهيئة وعلى العلماء والمؤسسات الدينية بوجه عام، فالدولة لاتحابي أحدًا وهي تحاسب الكبير قبل الصغير، وقد سبق وأن عاقبت موظفين ومسؤولين كبار في الهيئة بالنقل والإعفاء؛ فلماذا كل هذا العداء على شعيرة خير الأمم؟!
وأختم بما قاله سماحة مفتى عام المملكة السابق، فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- ، “إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جدير بالعناية؛ لأن في تحقيقه مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير، واختفاء الفضائل، وظهور الرذائل، وقد أوضح الله جل وعلا في كتابه العظيم منزلته في الإسلام، حتى إنه سبحانه قدمه في بعض الآيات على الإيمان، الذي هو أصل الدين وأساس الإسلام، كما في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[1] ولا نعلم السر في هذا التقديم، إلا عظم شأن هذا الواجب”.
فهل أعدنا النظر في تعاملنا مع الهيئة لا سيما في هذا الوقت الذي يحتاجنا فيه الوطن . اتمنى ذلك.
جهاز الهيئه من أهم الأجهزة في الدولة ولا يختلف اثنان على ذلك وأي شخص يحاول المساس بهذا الجهاز مع احترامي لايعي معنى الامن وحاجة البلد لهذا الجهاز والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث واللعب باهوائه ويجب الحفاظ عليها أعانهم الله لما يبذلون من جهود جبارة تحافظ على كيان ومكانة هذا البلد الطاهر وكل مواطن هو جندي مجند للدولة وجهاز الهيئه في المقام الاول
سلمت يا أستاذ عبدالله علی هذا المقال الرائع المنصف بحق الهيئة .. ولعل آخر من دعمهم وأشاد بجهدهم من المسؤولين هو سمو أمير منطقة الرياض في مقطع سابق تم التعليق عليه ، أتمنی أن نكون واقعيين ومنصفين بحق هذا الجهاز الهام ، ولو كره المعترضون .
مقال جميل نابع من نفسٍ زكية مؤمنة بربها وكما قيل سيأتيك بالمسيء عمله فالحرب على الهيئة حربا على الله ورسوله ومن أقدم على ذلك سيناله من الله مايستحق عاجلا كان ذلك أو آجلا .
لافض فوك وجزاك الله خير مقال جاء في وقته والهيئة جزء من سيادة الوطن
مقال رائع بديع للأستاذ عبدالله عن جهاز هيئة الأمر بالمعروف ، رجال الهيئه يعملون في الخفاء ويبذلون جهد كبير ونقدر جهدهم ، فهم لايحبون البهرجه والإعلام بل يقومون بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهي شعيره تحسب لهذه البلد ، نسأل الله أن يوفقهم ويمدهم بعونه
:بيض الله وجهك ويعطيك العافية على هذا الموضوع فيه أقلاام ما شغلها الشاغل إلا هذا الجهاز وتصيد اخطاه كم نحن بحاجة إلى امثالك يذدون عن الحق واهله بارك الله فيك وفي قلمك
انا مع الامر بالمعروف بالمعروووف والنهي عن المنكر بلا منكرررر فقط !!