عبدالرحمن الأحمدي

محمد السحيمي..أشغلته الهيئة!!

“الحَقُّ شَمسٌ والعُيُونُ نَواظِرٌ … لَكِنَّها تَخفَى عَلى العُمْيانِ”. في موقفٍ يُشعرك بالفخر والإعجاب، ويعطيك دلالة واضحة على حبِّ أهل هذا الوطن الغالي جميعا لدينهم وسنة نبيهم وكلِّ مايرتبط بذلك من خير وفلاح ومعروف، وهم كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وإن وُجد شواذٌّ فهم بطبيعة الحال قلة، والنادر لاحكم له، وبالأصح لا قيمة له، ولا اعتبار لمن كثر كلامه وقلَّ نفعه، وماقامت به مجموعة من الشباب بأحد أحياء الرياض عبر فريقهم الرياضي بزيارة مركز هيئة طويق والترحيب والاحتفاء برجال الهيئة بالسلام والكلمات والشعر تحت شعار “أنتم الهيئة في قلوبنا”.. حقيقة ًيبعث الفخر والاعتزاز، وهذا الإحساس الجميل من شباب في مقتبل العمر بتقدير من يقوم بحماية المجتمع من شرور ضعاف النفوس، فالنفس أمارة بالسوء؛ يدل على تمتع فئة الشباب مع فئة الرجال والشيوخ على قدر عالٍ وكبير من المسؤولية الدينية المجتمعية.

وفي المقابل وعبر صحيفة مكة، وعلى مدى أربعة أيام متتالية شنَّ الكاتب محمد السحيمي انتقاداتٍ غير مسبوقة وغير بناءة على الهيئة، وفي توقيت يثير الاستغراب ويبعث الدهشة لمن له قلب ذكي، أشغل فيها فكره وحواسه، وجند حروفه وكلماته وجمله وكل مايستطيع بمقالات تُشعرك وكأن الهيئة ارتكبت جرمًا مخلًا بشرفها وخلقها وأمانتها، وهي ما بين سخرية ومابين تَعدٍّ، فمرِّة يسمِّي الهيئة بغير مسماها المعتمد المقتبس من الذكر الحكيم .. ومرة يتهم الهيئة بممارسة مايخالف الدين..!! ومرة أخرى يزعم بأنَّ التقارير الرسمية المرفوعة تدين المجتمع كله بارتكاب مخالفات شرعية، وكأن المجتمعَ غارقٌ في المعاصي والآثام..!! وهنا بالتحديد هل يُعقل بأنَّ الكثير من فضلاء المجتمع متهم؟ ولو ما ذكر فعلا حقيقة، ولا يصدقه من يملك قليلاً من الفكر .. أو مِسكة من العقل، لاحتجنا إلى أضعاف الأعداد الرسمية من منسوبي الهيئة، وأخيرا جعل هذا المجتمع مجتمعًا لايعرف ولايفهم ولايفقه شيئاً، وكأن هذا الشعب الكريم خالٍ من الفكر والبصيرة، والهيئة هي من تقوده إلى القرار السليم. فهل يعقل حين ننتفد أن نأتي بالسلبيات دون الإيجابيات؟ ونأتي بالسيء دون الحسن؟ وهوالكاتب المتمرس في بلاط صاحبة الجلالة.”

وهنا في معظم هذا المجتمع، يحمدون المولى عز وجل على أن هيأ لهذا البلد قيادة حكيمة تطبق شعائر الدين على هذه الأرض المباركة، بل هي القدوة الحسنة للعالم الإسلامي أجمع في تصرفاتها الداخلية والخارجية، ولولا أن رأت الدولة حفظها الله منذ التأسيس حتى هذا اليوم أهمية وجود هذا الجهاز الإداري الفاضل لما دعمته واستمرت في دعمه،ولا تزال وستظل كذلك إن شاء الله تعالى، وما بعض المواقف السابقة المعروفة من الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز رحمه الله و في كل مناسبة بالدفاع عن الهيئة ورجالها إلاَّ دلالة واضحة على الحجم الكبير للهيئة من التقدير والاحترام والاعتراف بالدور المثمر والنافع الذي تقوم به بمعاونة من رجال الأمن البواسل ، والذي لايراه من في عينيه أذى، وفي قلبه مرض ،حتى كان الرد المؤثر والمجدي في إحدى المناسبات من أسد السنة على أحد الصحفيين ممن حاول أن يغالط ويشوه صورة الهيئة بتأسف الفقيد كون هذا الصحفي مواطنًا سعوديٍا قبل أي شيء، بل وقد ربط وجود هذه الهيئة بوجود وقيام الإسلام في هذا البلد المبارك، والآن ماهو الرد المناسب في هذه الظروف لمثل هذه الكتابات العبثية ؟

نعم هناك تصرفات شخصية لبعض أفراد لا نقرها ونعاتب عليها، ولانأمل بتكراراها أبدا، ولكن أيضا من باب الإنصاف نشهد لها بالكثير من الإنجازات العظيمة في التصدي لأصحاب المواقف المخالفة لشرع الله من السحر والدجل والشعوذة والابتزاز والقبض على أوكار الفساد من المخدرات والمسكرات وحماية أعراضنا عند المدارس وفي الأسواق والطرقات وما تعدى ذلك من الستر على أصحاب المخالفات الشرعية في بعض الحالات التي تستوجب الستر وغير هذا ، ولا أعلم هل كل هذه المهام لانراها؟ أم جعلنا أعيننا مفتوحة منصوبة لتصيد الأخطاء فقط، ومعروف مسبقاً إذا وجد العمل وجدت الأخطاء، يقول الأمير النايف في هذه الجزئية تحديدا “أما كون مايحدث خطأ أو أخطاء من أفراد فهذا لا يغير من مكانة الهيئة بأي شيء، ثم هذه الأخطاء تحدث في الأجهزة الأخرى الحكومية التي بعيدة عن هذا المجال”. ولامانع من النقد البناء وإبداء الملاحظات الهادفة والمقترحات النيرة ؛فهي كفيلة بجودة وتميز العمل والاستمرار في تحسينه، ولا أعتقد أن الهيئة لا تستمع لوجهات النظر الأخرى من المخلصين الصادقين من المواطنين، فهي تؤمن بالرأي والرأي الآخر، فياليتنا نصدق قليلاً ونساهم في وضع أيدينا عن مكامن الخلل، وبالتالي نساهم في إيجاد الحلول.”قَدْ تُنْكِرُ العَينُ ضَوءَ الشَّمسِ مِن رَمَدٍ …ويُنكِرُ الفَمُ طَعمَ المَاءِ مِن سَقَمِ”. فوربي ثم فوربي لايحب الهيئة ورسالتها الخالدة إلا محبٌّ لدينه وشرعه ووطنه العزيز.

عبدالرحمن الأحمدي

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. هناك اناس لاتستطيع وضع بصمه مشرفه في مجتمعها الا على مبدأ خالف تعرف لانه بالنسبة لمجتمعه نكره وعضو غير فعال مثل هذا السحيمي الذي انبرى بقلمه ضد اهم ثغر في بلادنا الغالية..فالسحيمي لايمثل الا نفسه هو ومن سا. على نهجه …

    وكما قالوا ان الطيور على اشباهها تقع

  2. هؤلاء من الذين في ( قلوبهم مرض ) !! ومانقول لهم سوى الله الهادي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي آلعظيم .

  3. مقال رائع ورجال الهيئه يستحقون الثناء منا جميعا فجزاهم الله عنا خير الجزاء وبارك الله فيك يابو محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى