مودة الفؤاد
سَمّى الموْلى تَبارك وتَعالى نَفسه بأسمَاء جَمة لمْ نَعلم منهَا سِوى99 اسْمًا ذُكرت في الكتَاب والسُنة جَاء فِي الحَديث النَبوي (أسألك بِكل اسْم هُو لك، سَميت بِه نَفسك، أوْ عَلمته أحَدًا مِن خَلقك، أوْ أنْزلته فِي كتَابك، أوْ استَأثرت بِه فِي عِلم الغَيب عِندك …). تدل جمِيعها عَلى كمَال صفَات الخَالق عَز وجَل العظِيمة، ولَيس هنَاك أجمَل منهَا فِي المـَدح والثنَاء، فهِي أحسَن الأسمَاء وأكملهَا، وهِي أسمَاء توقِيفية كمَا أوْضح علمَاء الشَرع ، وحسَب ورُود ذكرهَا فِي النصُوص الشَرعية. فالتَميز والتفَرد بَين بنِي البَشر فِي مُجمل الأمُور دُنيوية أوْ آخرَوية قَائم بَينهم، فَكيف بالخَالق تبَارك وتعَالى. فَالواجب تجَاه أسمَاء الله تعَالى احترامهَا، ومراعَاة الأدبْ نحوهَا، ومِن هَذا الاحترامْ ألاّ يُسمى أحَد باسِم فِيه نَوع مِن المشَاركة لله تعَالى فِي أسمَائه، حفظًا للتوحِيد، وصيَانة لجنَاب أسمَاء الله تعَالى وصفَاته. هذَا بالنِسبة لبنِي البَشر، وحيْث شَاع فِي الآونّة الأخِيرة أنْ يَطلق أصحَاب بَعض المرَاكز والمحَلات التجَارية عَليها اسْمًا مِن أسمَاء الله -عَز وجَل-، للتَميز والتَفرد فِي الشَارع التجَاري، وتَسجيل ذَاك الاسِم كعَلامة تجَارية بالجهَات المعنِية، ومَا يَتبع ذَلك مِن طبَاعة مستَلزمَات تَسويقِية للسِلع المبَاعة (فَواتير – أكيَاس – كرَاتين) ومنْشورات تعْريفية، وهدَايا عيْنية دعَائية. تِلك الثَانويَات التَابعة للسِلعة عِند بَيعها والمطبُوع عَليهَا الاسِم التجَاري الذِي هو أحَد أسْماء الله تَبارك وتعَالى، وكذَلك الهدَايا الرمْزية، والمطويَات التِي سَوف يَكون مصِيرها سَلة المهْملات لانتهَاء مفعُولها عِند المسْتهلك، ففِي ذَاك إهَانه واضِحة لَا يَرضَاها مسْلم غيُور عَلى أسْماء الله الحسْنى. فإنَني أرَى أنْ تتَكون لجنّة مِن الجهَات الشَرعية والتجَارية وذَات العِلاقة لدرَاسة مَنع تَسمية المنشَآت التجارية بأحَد أسْماء الله، ومطَالبة المنشَآت المسَماة الآن بأحَد الأسمَاء الحسْنى بتَغيير الاسِم بآخَر.
وجهَة نَظر آمُل أنْ تنَال اهتمَام المسؤولين فِي حِفظ أسْماء الله مِن الإهَانة. ومَن أصْدق مِن الله قِيلاً ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى …﴾.
نبيه بن مراد العطرجي