في خبر نشرتة جريدة الاقتصادية يوم الثلاثاء 7 جمادى الأولى1437هـ كشف اللواء أحمد بن سعدي الزهراني مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات للمشاركين في حفل تدشين المشروع الوطني للوقاية من المخدرات “نبراس” بأن المخدرات المهربة إلى المملكة تصنع خصيصًا في مصانع سرية معلوم للمكافحة مواقعها، وتمثل كمياتها المضبوطة داخل الوطن الثلثين من معدل المخدرات في دول العالم؛ لافتًا إلى أن هدف المصنعين ليس ماديًّا، بل تدميريًّا لشباب الوطن مبينًا أن الذي يسعى للكسب من هذه التجارة المحرمة هم المروجون من داخل المملكة. وأشار اللواء الزهراني إلى أنه ثبت لدى إدارة المخدرات أن المخدرات تصنع خصيصًا للمملكة ولاتتعدى المادة المخدرة فيها إلى 10 في المائة يضاف إليها مواد مدمرة عقليًّا…. وما أشار إليه سعادة اللواء الزهراني كلام في منتهى الأهمية؛ لأنه يشير بوضوح إلى أن الإنسان العربي بشكل عام أصبح مستهدفًا من كل الجوانب من أجل تحطيم معنوياته وقيمه بعد أن أدرك أعداء الأمة فشل بعض أساليبهم الأخرى في تفتيت قواه. ومن الملاحظ أننا نقرأ ونسمع ونشاهد كل يوم أخبارًا عن إحباط إدارات مكافحة في المطارات والموانئ العربية محاولات لتهريب شحنات كبيرة من المخدرات بكل أصنافها تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات لإغراق المجتمعات العربية بهذه السموم الفتاكة لإفساد عقول أبناء هذه الأمة وصحة شبابها وأجيالها القادمة، وبالتالي يكون الطريق سالكًا بعد ذلك لتشكيك الشباب العربي في كل قيمه وقدراته وآماله وطموحاته وإحباط هممه. وبالتالي تقويض كل الخطط والبرامج الهادفة للتطوير والتقدم الاقتصادي والاجتماعي . ولعلي أشير هنا إلى أنني أجريت منذ سنوات مضت مقابلة مع الدكتور فاروق مراد وكان رئيسًا لمركز الدراسات الأمنية التابع للجامعة العربية ومقره الرياض؛ حيث أكد أن المخدرات من أكثر المخاطر التي تحيط بالوطن العربي ومن أبرز المشاغل الأمنية التي تعكر صفو الأمن العربي..وأشار إلى أن الأمن العربي مستهدف من كل الجوانب وأن المخدرات وتهريبها هي الجريمة الأولى التي تشغل بال الأجهزة الامنية العربية، وبعدها تأتي الأخطار الأخرى التي لايتم إغفالها. ولاشك أن مهمة مكافحة المخدرات والوقاية منها لاتقوم على عاتق الجهات الأمنية وحدها. بل لابد أن نشارك جميعنا في دعم كل الجهود الخيرة، وفي المقدمة يأتي دور العلماء وآئمة المساجد والمعلمين والكتاب والصحفيين وغيرهم من القادرين على التوجيه والحث على تضافر الجميع للوقوف أمام هذا الوباء الخطير. وأن يقف الجميع مع جهود العاملين بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات “نبراس” الذي يأتي امتدادًا للاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الداخلية للحفاظ على مكتسبات الوطن وعلى أبنائه من آفة المخدرات ودعم كل الجهود المبذولة؛ لتقوية مناعة المجتمع وخصوصًا الشباب ضد أي محاولة لجرهم إلى مستنقع هذا الوباء ..والتعاون من أجل إنجاح البرامج العلاجية والتأهيلية الوقائية. وفي الختام لابد من تحية نزجيها لكل الجنود المجهولين المرابطين على بواباتنا الحدودية الذين يقفون بكل شجاعة وتصميم لحماية الوطن من أي خطر …
عبدالعزيز التميمي