المحلية

رجال الأعمال والمسؤلية الإجتماعية

 وردتني رسالة من معيدتنا بكلية طب الأسنان بجامعة أم القرى الدكتورة ريهام السمان والمبتعثة بجامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية العريقة لإكمال دراساتها العليا تهنئني فيها بمناسبة بداية نشاط العيادات المتنقلة لدينا بمكة وضواحيها، وأنه أصبحنا نناظر كليات طب الأسنان العالمية؛ حيث أرفقت لي أيضًا خبر تدشين أول عيادات متنقلة لكلية طب الأسنان بجامعة جنوب كاليفورنيا وهي الأكبر في العالم على ذمة الخبر، وقد تبرع بثمنها الذي قارب ثلاثة ملايين ريال دولار جمعية هوتو باترسون الخيرية الأمريكية بالكامل. وقد عادت بي الذكريات إلى ما قبل ست سنوات وبدايات كلية طب الأسنان بجامعة أم القرى، وقد كنت آنذاك بزيارة خاصة لكلية طب الأسنان بجامعة جنوب كاليفورنيا بصحبة زوجتي؛ حيث أخذنا عميد كلية طب الأسنان بجامعة جنوب كاليفورنيا البروفيسور أفيشاي سادان بجولة طويلة مع بداية نهار حار بمدينة لوس أنجلوس التي أفضل قضاء عطلتي بها بشكل دوري. وقد لفت نظري عظمة التجهيزات وجمال المباني ونظافتها ورقيها، وأخذ العميد يشرح لي بكل فخر بأن هذه الجامعة من جامعات العالم القليلة التي لا تتأثر بالظروف الاقتصادية ولا الانهيارات المالية العالمية؛ حيث صادف وقتها أزمة كبيرة للأسهم مر بها العالم، حيث إن كل كلية وكل مركز تعليمي بهذه الجامعة العريقة قائم على أوقاف وتبرعات سخية من رجال الأعمال أو مؤسساتهم الخيرية التابعة. وهنا أعود لما واجهته شخصيًّا قبل سبع سنوات وأنا أبحث عن متبرعين بالشركات أو رجال الأعمال؛ لكي يتبرعوا بتكاليف الاتيان بعيادات الأسنان المتنقلة للكلية الناشئة بجامعة أم القرى، ولم يحالفني الحظ بذلك فكان للدولة رعاها الله السبق كالعادة في رعاية هذا المنجز والذي أصبح حقيقة وها هي عيادات الأسنان المتنقلة تجوب في ضواحي والقرى النائية بمكة المكرمة شرفها الله. ولكني هنا أقول لرجال العالم لدينا والشركات الكبيرة متى تفعلون دوركم بالمسؤولية الاجتماعية بشكل صحيح؛ لتساهموا كأقرانكم في الدول الغربية والمتطورة بتخصيص مبالغ وأوقاف تخدم التعليم والصحة على وجه الخصوص لنخرج من النمط التقليدي والقديم كدعم الكراسي العلمية وخلافها، وليكن هذا الدعم فعالًا ومؤثرًا بتبني كليات كاملة فلدينا أمثلة حية كثيرة وعلى سبيل المثال كليات طب أسنان تسمى بأسماء رجال أعمال؛ نظرا لمساهمتهم المادية الكبيرة بها والفعالة في ميزانيتها بشكل غير ربحي فهناك كلية أويسترو هيرمان بجامعة جنوب كاليفورنيا، وكلية هينري جولد مان بجامعة بوسطن، ووكلية موريس كورينبرغ بجامعة تيمبل، وقس على ذلك باقي الكليات بالتخصصات الأخرى، وأيضًا تبني مستشفيات كاملة بالأسلوب الوقفي بشكل أيضًا غير ربحي فوطننا ومواطنينا يستحفون منا الكثير ومهما قُدِّم فلن نوفيهم حقهم.

د. محمد بن مصطفى بياري

عميد كلية طب الأسنان جامعة أم القرى

‫5 تعليقات

  1. تحياتي لسعادة الوقور الدكتور محمد .. للأسف أن أسمي من في مجتمعنا رجال مال وليسو رجال أعمال ، وواقع حياتنا يصرح بذلك إذ ندر أن يشاركوا في خدمات إجتماعية للوطن وقد تنامت أرصدة بنوكهم من خيراته وتلك الطفرات والدعم السخي من الدولة حفظها الله خير شاهد ودليل ، وهنا لا أعمم القول ففي وطننا رجال ونساء إشرأب حب الوطن في نفوسهم ويساهمون بتكرار ولكن هم قليلون بما يذكرنا بقوله تعالى (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى).. وإن تحدثت عن البنوك في وطننا فهي ذات باب واحد يدخل المليارات ولا يخرج منها شيئاً ، فهل ننتظر قراراً من المسؤول بإلزامهم بالمساهمة الجادة في مشروعات النماء..في حين أن مملكتنا وبفضل الله ليست في حاجتهم وتقوم بالإنفاق بسخاء..تحياتي مشفوعة بالدعاء مرحباً بسعادتكم لتزينوا كوكبة كتاب الصحيفة بقلمكم المبدع تبارك الله..

  2. رجال الاعمال مقصرون بكل تأكيد ودعم الجامعات والمرافق الصحية اهم من الاندية الرياضيه

  3. نسأل الله أن يجد هذا المقال آذن صاغية وأن يتفاعل معه رجال الأعمال الذين يحتسبون الأجر عند الله فالمال مال الله يهبه لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء
    وقد تنتهي الحياة ويبقى الأجر مستمرا بعد الممات بسبب صدقة جارية

  4. للأسف البعض من رجال الأعمال ولن أقول الكثير
    سخروا أموالهم وثرواتهم لهدم المجتمع لا للإسهام في بنائه وأقرب مثال على ذلك القنوات الفضائية التي تبث المجون وتهدم الأخلاق والقيم ملاكها من رجال الأعمال الذي ينتسبون لهذا الوطن ويدينون بالإسلام ولو وضعوا تلك الأموال في مشاريع تنموية كبناء الجامعات والمشافي والمراكز الصحية لرأينا مجتمعنا بحال آخر
    ولعل مبنى مركز صحي العوالي الذي تبرع ببنائه أحد رجال الأعمال وجعله صدقة جارية عن حفيده الذي مات بحادث فكان عملا يشكره عليه كل من زار المركز خير شاهد على الأثر الذي يحدثه استثمار رجال الأعمال أموالهم في أعمال وقفية تنموية في المجتمع
    شكر الله لكم سعادة الدكتور هذا المقال البناء
    وفق الجميع لما يحب ويرضى

  5. اخي الدكتور الفاضل محمد بياري
    الدولة رعاها الله لم تقصر في توفير كل الإمكانيات والشواهد كثيرة، واشاركك الرأي في كل ما تقوله هناك نماذج عالمية ناجحة ونحن أولى بذلك واعتقد انهم سيشاركون في مثل هذه الاعمال الخيرية وان تعطى لهم فرصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى