المقالات

السلام عليك أيها النبي

لم تكن المرّة الأولى التي حظيت فيها بزيارة هذا المشروع العالمي العصري الإنساني الحضاري، ولا شكّ أنّ الكثير منكم لديه فكرة عن المشروع، إما عن كثب أو عبر القنوات التي عرضتْ تقريرًا عنه لكن زيارتي الأخيرة مع وفد من التعليم أحاطتني بالكثير من الذهول والدهشة للتطورات الكبيرة المتسارعة لهذا المشروع العلمي التجديدي، وبما أنّ لكلّ مشروع قصّة، فدعونا نبدأ القصّة من أولها، بإيجاز نظرًا لمحدودية مساحة المقال:

* بدأت فكرة المشروع برغبة ملحّة من المؤسس والمشرف العام على المشروع في تأليف كتاب في السيرة النبوية بأسلوب عصري، ونظرة عالمية، وروح إنسانية، تلفت انتباه الناس إلى جميل سيرته وكريم سنّته صلى الله عليه وسلم، وتحبب الأجيال في قراءتها والاستمتاع بها، وتخرج بالسيرة النبوية إلى مفهومها الشامل، بعيدًا عن اختزالها في سرد المعارك والحروب والغزوات، حيث إن القلوب والأرواح بحاجة ماسة إلى التعريف التام بشخصيته عليه السلام، والإلمام الشامل بسيرته، وهو مايثمر قوةً في الإيمان، ورسوخًا في الحب.

*في أواخر عام 1427هـ انطلق المؤلف لتأليف ذلك الكتاب الذي يطمح إليه في السيرة النبوية الشريفة، ثم تطور الأمر إلى عدة مجلدات، ثم شعر المؤلف بأن الأمر أبعد مما كان في ذهنه بكثير، لتتحول تلك الفكرة إلى مشروع إنساني حضاري عالمي، يصبح محط أنظار العالم، وتتفق كلمة علماء المسلمين عليه أنّه مشروع أمة الإسلام الأضخم في التاريخ للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، وخدمة سنته، وسيرته العطرة بأروع الأساليب الحضارية والوسائل التقنية.

* توسعت الفكرة لتكون أكبر موسوعة في التاريخ؛ ويتوقع لها أن تزيد مجلداتها عن 500 مجلد، وأُنجز حتى الآن مايربو على 100 مجلد، مما جعل المؤسس يعتكف على الكتابة والإبداع خلال أكثر من 8 سنوات.

* استقطب المشروع عددًا من الكفاءات من العلماء والباحثين والمتخصصين في الدراسات القرآنية والحديثية واللغة العربية؛ ليُكَوِّن منهم فريقًا علميًّا يعمل معه في إنجاز هذا العمل، ثم بنى كيانًا إداريًّا وفنيًّا وتقنيًّا وإعلاميًّا للمشروع، حتى تطور من مجرد بضعة أفراد إلى أن أصبح مجموع العاملين بالمشروع يقارب 200 شخص، ما بين عالم وباحث وإداري وموظف، وسيتضاعف هذا العدد حسب رؤية القائمين على المشروع. * أقيم هذا المشروع بكل أقسامه وفروعه ومناشطه على القرآن الكريم والسنة الشريفة، فلا آراء ولا مذاهب ولا أقاويل ولا خلافات، ويحتوي المشروع على أقسام عديدة ومناشط متنوعة من أهمها:

* موسوعة (السلام عليك أيها النبي) التي تشتمل على عدد كبير من المشروعات العلمية المتميزة، ويُعَدُّ كل مشروع منها موسوعة كاملة بحد ذاته، وسيربو عدد هذه الموسوعات على 30 موسوعة.

* أما معارض ومتاحف (السلام عليك أيها النبي) العالمية فهي صروح عصرية راقية، ومبانٍ حضارية مميزة، تم تصميمها على أحدث وأرقى النماذج الهندسية والمعمارية والفنية والتقنية، وأفضل ما توصلت إليه الدراسات في إنشاء المعارض والمتاحف العالمية؛ لتجتمع فيها روعة المباني وسمو المعاني، وتشتمل على بيان شامل لكل مايتعلّق بالله عزّ وجلّ وكريم أسمائه وصفاته، عبر أجمل الأساليب وأحدث التقنيات، كما تشتمل على بيان تعريف شامل عن خاتم الأنبياء والمرسلين، حتّى كأنّك تراه، وعرض بأبدع الوسائل لجميل أوصافه وروائع أخلاقه وفضائله وسموّ شريعته التي تدعو للحبّ والسلام والمودّة والتراحم والخير للبشرية جمعاء، إضافة إلى مجسمات فريدة ورسومات حديثة وصور تاريخية لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمسجد الأقصى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، مع قسم كامل لمصنوعات توضيحية لمقتنيات وأثاث وسلاح وأوانٍ وملابس تُحاكي ماكان في زمن النبي صلى اله عليه وسلّم، لتجسيد صورة ذلك العصر بكل أشكال الحياة فيه.

* انطلقت قناة “السلام عليك” الفضائية لتعلن باكورة مجموعة المشروع الإعلامية، وهي النافذة الإعلامية الرسمية للمشروع وما يتعلق به من مناشط وفعاليات، ومنوط بها معالجة المادة العلمية الخاصة بالمشروع، والعمل على تلفزتها، والإفادة من التكنولوجيا الحديثة في التعريف الأمثل بالإسلام الصحيح القائم على الكتاب الكريم والسنة الشريفة، وتم تأسيس مقر إعلامي عالمي بمكة المكرمة والقاهرة يهتم بجميع الجوانب الإعلامية، ومن أقسامه قاعات عرض مجهزة بأحدث وسائل التقنية، ولوحات ومجسمات للمشروعات والمعارض التابعة له، وكل ما يتعلق به من مشاهد وصور لكبار الزوار والشخصيات وتسجيل كلماتهم وعرض انطباعاتهم، واستديو تم تجهيزه بأحدث وسائل التصوير والتسجيل والمونتاج؛ لتصوير وإنتاج البرامج التلفزيونية المتنوعة.

* وهناك جامعة عالمية نوعية متخصصة تحمل اسم المشروع، وتمنح الدارسين شهادات متخصصة في الكتاب الكريم والسنّة الشريفة من مهبط الوحي، وبأساليب علمية حديثة تتماشى مع روح الموسوعة ومنهاجها، وتتواكب مع إبداعاتها وتفرّدها، كما يتبع للمشروع مكتبة عالمية بذات الاسم يتم فيها جمع واستيعاب كلّ ماكُتب عن النبي صلى الله عليه وسلّم من كتب ومراجع ومصادر بكافة اللغات، إضافة إلى الأعمال الصوتية والمرئية، إضافة إلى بوابة (السلام عليك أيها النبي) الإلكترونية التي تتضمن مجموعة من المواقع المتميزة المتخصصة؛ لتكون أوسع وأشمل وأضخم بوابة عالميةٍ عن النبي في العالم، وقد تم افتتاح الموقع التعريفي للمشروع، كما تم تفعيل شبكات التواصل الاجتماعي.

* وقبل أن نغادر بوابة معرض الفرع الرئيسي بمكة المكرمة، والذي ستتبعه فروعٌ أخرى حول العالم بُدئت بالفرع الأول في دبي، لفت نظري ذلك الصندوق الزجاجي الذي يحوي جزءًا من أوراق مؤسس المشروع وأقلامه التي استنفدها في كتابة الموسوعة، حيث بلغتْ أكثر من 200 قلم وآلاف الأوراق، حيث صدحت الأقلام شوقًا وهيامًا صاغها المؤلف شعرًا، وما جاء فيها:

هامتْ بحبِّ رسولِ اللهِ أقلامي

 فاستنفدتْ حِبرها في قصدها السامي

وكلُّ قطرة حبرٍ عندها خبرٌ

من أدمُعي ومسرّاتي وآلامي

ياخير من سطّرتْ حبي وكم رقصتْ

مابين سبّابتي شوقًا وإبهامي

فهنيئا لك مؤسس ومشرف عام المشروع د. ناصر بن مسفر الزهراني هذا العمل العظيم الجميل الجليل، ولجميع العاملين معك، وأسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتكم، وبارك في أعمالكم وأعماركم وحقق طموحاتكم.

حامد العباسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى