مشاهد من الدم والقتل والإرهاب إثر غزو الولايات المتحدة للعراق رصدتها أعين الشباب العربي الحائر، في ظل صمت عربي مهين، عكس ذلك المشهد تنبؤات متباينة، واستدعى إسقاط الأساطير التراثية من أحاديث الملاحم والفتن والغيبيات على مشهد تلك الأحداث؛ هروبًا من واقع الأمة الأليم، ومن أوضح الدلالات على ذلك، عبارة تلخص نمطًا من أنماط أحاديث الملاحم والفتن، وجدتها أسرة شاب مصري من المنضمين إلى صفوف “داعش” يقول فيها خير لي أن أموت في غوطة دمشق حتى أرضي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالرباط في آخر الزمان سائلًا الله أن يتقبل مني، وفي عرض الرسالة على الدكتور محمود عرفات أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الفيوم من قبل الجهات المعنية، أجاب عليها بقوله إن حالة الشاب المصري لم تكن هي الوحيدة، لكنها شريحة واسعة من شباب الأمة العربية، على اختلاف دولها بدأت التعاطي على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تلك الأحاديث على خلفية ماشهدته المنطقة من صراعات، وتفرض هذه الحالة مجموعة من الأسئلة، منها هل يعد هذا هروبًا من استحقاق الواقع ؟ والهروب الانهزامي ؟ وتحول الشباب من طاقة إعمار وإنتاج إلى طاقة قتل وتخريب ؟ والأهم من هذا هل الشباب هنا جناة أم هم مجني عليهم ؟ ومن المسؤول عن هذه الحالة ؟ العلماء أم مناهج التعليم أم المؤسسة الدينية ؟ ويظل السؤال مطروحًا هل ستختفي ظاهرة الإرهاب أم سيبقى العود مابقي الحاء بظني لم يكن القتل هو الحل، بل الإصلاح هو الحل.
سعود بن عايد الدبيسي