المقالات

داعش يواري سوأة إخوانهم

 لا يوجد إنسان عاقل في هذا الكون يقر أو يؤيد الأفعال الإجرامية التي يقوم بها الدواعش بشكل عام وبالتحديد هذا التوجه الخطير البشع الذي بدأ ينتهجه أفراد هذا التنظيم القذر وهو قتل ذوي القربى من الدرجة الأولى .. ماحدث بالأمس القريب من قيام ستة دواعش بقتل قريبهم في أقوى مثالًا للغدر والوحشية وبأقذر الأساليب .. فقد استدرجوا الشهيد البطل -رحمه الله- إلى حيث استشهد بحجة أن يتسلم أغراضًا لوالدته لمعرفتهم المسبقة بعلاقته وحبه لأمه التي هي خالة أحدهم ..أي أسلوب أبشع من ذلك أي غدر أقوى من هذا الغدر.. ؟! هذا الفعل بلا شك أحدث دويًّا في المجتمع بين جميع فئاته وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي؛ معبرين بهذا التناقل السريع عن كرههم لهذا التنظيم واستنكارهم لهذه الجريمة التي حصلت على الرفض بالإجماع، وخلقت حالة ولله الحمد من البغض الحقيقي لهذا التنظيم وأتباعه.. هنا تنبه خفافيش الظلام وأصحاب التعاطف الخفي للدواعش والذين ينكرون جزءًا من أفعال داعش ويقبلون أجزاء والذين قلوبهم تحمل محبة كبيرة لداعش وأتباعه. وأدركوا بأن المجتمع بدأ يلفظهم بجميع أشكالهم.. فكان لابد أن يوقفوا هذا الأمر الذي سوف يفشل مخططاتهم وينقص من مريديهم وهم يقتاتون من ذلك ويرغبون الاستمرار في السيطرة على الفكر الجمعي للمجتمع وعدم طمس الصورة القديمة التي بدأت تتلاشى منذ زمن عندما قرر المجتمع أن يعريهم ولا يريدون أن تصل بشاعة تنظيمهم إلى أكبر من ذلك، ويستمر الحديث عنهم كثيرًا ويذهبون إلى مزبلة التاريخ .. فسرعان ما خططوا كعادتهم؛ ليقفوا في وجه هذه الهجمة التي حصلت على رفاقهم الدواعش من قبل المجتمع وبدأوا يثيرون بين الناس عبارات تحثهم على عدم تناقل هذه المشاهد بحجة وقحة وهي ( كي لا نساعد داعش إعلاميًّا) يريدون أن يدسوا السم في العسل كعادتهم ويبدلون الحقائق وهم يعلمون جيدًا أن الشيطان في التفاصيل .. وللأسف وللمرة الألف ولمعرفتهم بانسياق المجتمع خلف هذه العباره التي أصبغوها صبغة وكأنها صادرة من أركان الدولة .. رغم أن القنوات الرسمية تحدثت عن هذه الجريمة بالتفصيل .. ولكنهم وجدوا أنفسهم لابد أن يفعلوا شيئًا .. واستطاعوا فعلًا أن يوقفوا الحديث عن هذه الجريمة في وسائل التواصل الاجتماعي ..وهم ويعلم الله أن هدفهم من ذلك الدفاع عن داعش، وعدم السماح للصورة البشعة لأصدقائهم بالمكوث طويلًا في وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تغرس في الذاكرة كثيرًا ولكي يتم الاستمرار في الحفاظ على نظرة المجتمع عن هؤلاء، وربما في القريب العاجل تجد من يبرر بعض الشيء من هذا الفعل أو يسطحه بطريقة أخرى كعادتهم القذرة . سؤالي هو كيف كانت ستكون نظرتنا لداعش لولا تناقل هذه المشاهد وتعريف جميع شرائح المجتمع عن أفعالهم القذرة ؟! أتصور أن نظرتنا لداعش ستكون عادية مثل أي حزب إسلامي تبني أيديولوجية القاعدة وهذا ما يريدونه المتعاطفين مع الدواعش المحافظة على الحد الأدنى من الكراهية تجاههم .. إذا لابد لنا أن نقطع عليهم هذا الطريق وأن نفضحهم ونفضح أعوانهم، ونستمر في نشر هذه المقاطع كي يعرف القاصي والداني ماذا يفعل هذا الفكر القذر؟! كما أنني سأذهب إلى أكثر من ذلك وأنصح بتبيان ذلك (وفي حدود معقولة) إلى أطفالنا؛ كي نكرس في أذهانهم بأن هذا الفكر الوحشي بعيد كل البعد عن الإسلام والدين والعرف والإنسانية. أقول وبأعلى صوت ..افضحوهم..انشروا مقاطعهم القذرة بكل ما أوتيتم من قوة لكي نقطع على أعوانهم هذه الخديعة..ولكي نوصل لهم رسالتنا الجديده (لقد ولى زمن الغفلة عنكم وعن افعالكم الخبيثة). .

ختامًا .. إن أسوأ مكان في الجحيم محجوز للأشخاص الذين يقفون على الحياد في الحروب الأخلاقية العظيمة؛لأن المحايدين في حربنا مع داعش هم الوقود الذي يغذي داعش بأبنائنا الأبرياء.

محمود دمنهوري

تعليق واحد

  1. كلام واعي وجميل ياريت كل الناس تقرأه والاجمل عنوان المقال.
    شكرًا للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى