من مقومات الرجولة الاستقامة على الحق ، ومن معايبها التراخي و إهانة النفس ، والله سبحانه وتعالى كرّم بني آدم ، وكذلك ما جاء به ديننا الحنيف ، وقد أبتليت الأمة بداء المخدرات الفتّاكة التي تعصف بشبابنا صباح مساء ، وأمة التوحيد مستهدفة في أمنها وأمانها وشبابها ، ولأنّ الشباب هم درعها الحصين -بعد الله – فقد تكشفت لنا نوايا البعيد والقريب ، ومنافذ الحدود تشهد بذلك، ففي كل يوم نسمع عن احباط عملية أمنية تقوم بها الجمارك ممثلة في رجالها المخلصين حفظهم الله، ولكن السؤال المحيّر من أين تدخل تلك الكميّات المهولة التي تفتك بشبابنا ؟ لعل الإجابة على ما سبق يدخلنا في دهاليز مظلمة ، فالسجون مليئة ، والشوارع تعجّ بالمروجين والمتعاطين ، مما يشكل خطرًا بيِّنًا على أطفالنا وحياتنا العامة ، وحكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الداخلية حصنًا منيعًا في وجوه البغاة المتربصين ، وتضرب بيد من حديد ، وتحذّر وتنصح وتعالج ، ولكن إلى متى إذا ماعلمنا أن الصهونية والرافضة المجوس وراء تلك المهلكات ؟ لا شك أن أكبر الكميات المحبطة من قبل رجال الجمارك تأتي من الشمال ، وهذا مؤشر على أن النصيرية وحزب الشيطان والصهاينة أذرع لمثلث الدمار والموت ، والضحية هم شباب أهل السنة ، معقل الإسلام ومحوره . نحن نعلم بالمكائد التي تحدق بنا ، فالعالم كله ينظر لنا النظرة المسمومة لسبب واحد ؛ لأننا معقل السنة والجماعة ومحاربو البدع والخرافات والترهات والشبهات ، ولذا تكالبوا علينا تكالب القوم الجياع على القصعة ، تارة بالمخدرات وأخرى بالمؤامرات وثالثة من باب الثرثرات ، ونقول لشبابنا : أفيقوا فأنتم مغيبون عن واقعكم ، عدوكم يتربص بكم حتى إذا أنهك قواكم انقض عليكم لا يرقب فيكم إلّاً ولا ذمة ، ولن يهدأ له بال حتى يصتأصل شأفتكم ، ولذا نهيب بأبنائنا وبناتنا أن يكونوا على حذر من هؤلاء الذين يدعون أن في المخدرات ملاذًا للترويح عن النفس ، أو الهروب من متاعب الحياة ، وعلى وزارة التعليم توعية الطلاب في المدارس ، والجامعات ، بتكثيف النشرات التوعوية ، وتنظيم زيارات للسجون ومشافي الأمل، للوقوف مباشرة على الحدث ، كما أهيب بمن يقف على تأليف الكتب أن يستحدث مادة دراسية تحذّر من الوقوع في المخدرات ، وتضم بين دفتيها صورًا حقيقية لأشكال الحبوب المخدرة ، وكذلك نبتة الحشيش الخسيسة، فكثير منّا – وأنا كاتب المقال- لا يعرف أشكالها ولا مسمياتها ، ونعلم أنّ كثيرًا من الضحايا كان نتيجة جهله بما وضع له من رفيق سوء في عصير أو أي مشروب، كذلك يُضَمّن بعض الصور لنهايات سيئة للمتعاطين الذين لقوا حتفهم ، وأيضًا مراحل التعاطي وعلاماته ؛ كي يتنبّه الأهل لذلك ، وكذلك إعلان من الداخلية للمروجين وأرباب السوابق وأماكن تواجدهم للحذر منهم ، وعلى إدارة السجون التنبه لشيء غاية في الخطورة ، وهو دمج صاحب الخطأ البسيط مع أرباب السوابق ، وقد عملتُ في السجون فترة لا بأس بها ، وقرأت من خلالها أن الشاب يدخل السجن في مضاربة مثلًا أو حقوق ، فيزج به مع المجرمين فيلقى المصير المشؤوم منذ حلوله ضيفًا ثقيلًا ، فيخرج مجرمًا ، وعلى إدارة السجون إيجاد بدائل ذات قيمة لأصحاب القضايا البسيطة ، كإبعادهم عن البيئة الموبوءة ،وانخراطهم في العمل المهني كبديل ناجح ؛كي يتعلم صنعة محترمة . فهذه الأمة ما تزال في رباط ومكابدة حتى يأذن الله بنهاية العالم ، أمة منصورة ظاهرة بحوله وقوته شاء من شاء وأبى من أبى . كلنا فداء للدين ثم للوطن ، حفظ الله حكامنا وأمتنا من شرور الأشرار إنه ولي ذلك والقادر عليه.
د. نايف عبدالعزيز الحارثي