أتذكر الجواد الأصيل والحمامة البيضاء، أتذكر النهار والليل، أتذكر أغلال، ورائحة المطر، وعودة الصفدي، والقصر، والعديد من القصص الأدبية الجميلة في ليالي حالمة وفي أوقات ساهرة حتى يؤذن ليوم جديد،حين كان الفجر بداية لكل مبهج بل هو باب التفاؤل الأول. أتذكر الحب يعشق كل جميل،أين ذهب الجمال وولى؟ أين ذهب الصفاء وتخلى؟أين ذهب النقاء واختفى؟أذهب مع الذكرى القديمة؟ أم ذهب مع الوقفات الحزينة، أم رحل مع الوجوه الصادقة القديمة..؟” لكل شيء إذا ماتم نقصان” فلتسأل النخيل إن حقاً تذكر في موقع المكان العتيق،أو أسأل الصديق القريب عله يتذكر بعد أن نسي؟ ولاتسأل الرافد فقد رحل وتركنا شبه أيتام،أو تستطيع أن تقول تركنا حزانى، أوحتى يمكن أن تصرح بأنه رحل ولم نكتسب منه حب الحياة العامرة بالود والمحبة والعشق الأصيل، فلو تعلمنا منه كيف تكون الحياة حب خالي من سوء الظن، حياة حب حافلة بالتقدير، أو أقل تقدير حياةباهية خالية من الكدر والضجر، ولكننا لم نختزل منه إلا القليل من تلك السمات.متاهات في شقاءات دنيوية.
أيها الأديب الأبي تحمل الأيام تغيرات محور تقلباتها الفكر،وفصول حكاياتها مسارح العصر، فما كان بالأمس يذهب أدراج الرياح اليوم، وماكان مسقط تفكيرنا اليوم سيذهب مع طيوف المساءغدا،وهذا في الحياة سنة. وأنت تعرف التغيير العميق في جوف النفس،فقد يكون إلزامي،أو قد يكون اختياري،أو قد يكون تغيير من أجل التغيير،فقط،وقد يكون تغيير مؤقت لتغير دائم،وقد يكون هذا التغييرمؤلم، ولا أعلم عنك تحديداً من أين أتى تغيرك؟فنحن نحكم في الظاهر،وأنت تحكم لنفسك على نفسك من دواخل نفسك، وعموماً التغيير أو التغير شر لابد منه،حيث الأحداث تتبدل، والأوضاع تتلون،ولابد من الهواء العابر في السماء أن يسقط بعض الثمر على قارعة الطريق،فيتناوله من يستحق،وقد يظفر به فجأة من لايستحق،أرزاق ياسيدي أرزاق،وهذا لاعلينا فالرازق في السماء،والحاسد قديكون في الأرض،أوتحت الأرض،ولا اعتقد أن يكون فوق الأرض، وقد يكون ليس مانخشاه الهواء بقدر مانخشى الريح العاصف!الذي لاطاقةلنابه. وهكذا هي السياسة أيها الأديب الأنيق ،ليست ببعيدة عن الإعلام،الذي هو تحدث غير مرة وابتعد عن الصدق والمصداقية لدرجة أن تصل الفجور حتى يصدقك الناس،وحتى أحيانا نحن نصدق ماكنا تزعم بكذبه،يأمان الصادقين ، ولا تختلف كذلك السياسة كثيرا عن لعبة الإعلام ،ولكن لها لغة أخرى هي: لغة المنفعة تجلب منفعة،وباختصار لغة المصالح، فصديق الأمس عدو اليوم،وعدو اليوم صديق المستقبل وأسأل الدب الروسي الذي كنا نحاربه أمس في بلاد ماوراء النهرين،والآن يستسمحونه عربنا للمكوث معنا في بلاد الشام، لقصف بني جلدتنا،أتذكر جيداذلك الفنان الذي أشبعنا حتى التخمة شعارات ومبادئ وقيم وإيمان حتى ظنناه أنه سعد زغلول الجديد، حتى ظنناه أكثر عروبة من قحطان وعدنان، بل هو اعتقد توهما أيضاً أنه عدنان وسيده قحطان..!!تخيل أن يحدث هذا ممن تجاوز السبعين خريفا وأكثر، فماذا عسانا أن نقول لمن لم يتجاوز العشرين خريفا بعد..؟ ننتظرك ولعله قريبا وفي مساء جميل؛لتسمعنا قصيدة أخرى بحلاوة قصيدة “أميرة حبي”فقد تعلمناأول حروف الغزل منك،وأبجديات العشق في خبايا كتاباتك وقصصك الرومانسية في حضورك الباهي المتميز ، من حيث تدري أو لاتدري..!! ولن يغيب عن جوف مخيلتنا رقة أدبك، وعذوبة كلامك، وحسن منطقك، ودقة عمق تحليلك. أيها الأديب الأنيق عفواً لقد أرهقتك السياسة.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي