مصطلح يعني النفاق والتزلف للآخرين للوصول لمصلحة، وينقسم إلى قسمين معنوي أي المدائح والتسبيح بحمد الشخص بما يستحق ومالا يستحق ومادي بتقديم الهدايا والولائم . وبما أن الأشخاص في المجتمع كالمعادن؛ فمنهم من يشبه الذهب فهو معدن لامع سواء مدحته أولم تمدحه ويعرفه الناس ويشيدون بقيمته وأثره في الحياة فمسّاح الجوخ إن مسح في هذه الفئة، وإن لم يمسح ليس بذي بال ولن يكون له أثر لأن الذهب كل من حوله يعرف بريقه ولمعانه، ويقدر قيمته وجودته، ولكن بعض الأغبياء من ماسحي الجوخ لم يترددوا في الانطراح عند أقدام هذه الفئة رغم عدم حاجتهم له . ومن الناس من يشبه الفضة وهو أيضًا لامع، ولكنه يأتي بعد شبيه الذهب مكانة والناس قدرات وهو من المعادن الثمينة أيضًا ومسحه يزيده لمعانًا في العيون، ويجد ماسح الجوخ مساحة ليست كبيرة لمسح الجوخ مع هذه الفئة، وقد ينال ما يريده من مكاسب قليلة جدًا من خلال ذلك المسح المهين التعيس للجوخ . ومن الناس من يشبه النحاس يحتاج إلى ماسح جوخ حاذق يكرر المسح ليزيد بريقه، وعندما تبتعد عنه أيادي الماسحين يبدأ يخبو لمعانه لذلك ما أحوجه لمسح الجوخ في كل زمان ومكان؛ لكي يحافظ على لمعانه لذلك يكثر حوله المساحين؛ فهو يشكل بيئة جاذبة للمساحين وصالح لتكاثر ماسحي الجوخ حوله . لقد أصبح مسح الجوخ فنًّا يتعلمه كثيرًا من العاجزين مأخذين من التطبيل والتزلف والنفاق وتقبيل الأيادي، وأحيانًا الإقدام سبيلًا لتحقيق الأهداف المشروعة وغير المشروعة على حساب كرامتهم وأخلاقهم .
كم من ماسح جوخ عند رئيسه يحظى بالمكرمات والمناصب، وتوكل له المهمات وهو الأقل كفاءة وعطاء ولكنه محترفا في مسح الجوخ، وكم من مؤهل وذو قدرات منعته كرامته وأخلاقه من مسح الجوخ؛ لأن تربيته الدينية والأسرية علمته العزة والكرامة وعدم الخضوع إلا للحق المبين، وضاعت حقوقة وسلمت لمن لايستحقها من ماسحي الجوخ .
حمود أحمد الفقيه
صح لسانك أجزت فأفدت وأبلغت فأبنت.