لُجة الأيقونات
منطق الطير: “الصديق من أستطيع التفكير أمامه بصوت مرتفع” – رالف والدو إمرسون .
يصادمك البعض لمجرد طرح أفكار غير منسجمة مع قناعاته، أو مناقشة موضوعات غير مألوف نقاشها لديه، حتى إنه لا يهتم بهدف طرحها وغاياتها، وموقفك ومدى قناعتك أصلًا بتلك الأفكار والموضوعات، إذْ يفترض ابتداءً أنك بطرحها تهدف إلى تعضيدها والدفاع عنها وتسويقها، ولا يتوقف عند ذلك الانطباع تجاه الفكرة، وإنما يمتد للتفتيش عن نواياك!! ورصفك في خانة أيدلوجية ما!! والقدح في شخصك!!، حتى لا تكاد تعرف نفسك من شطط قوله، وتخاله يتحدث عن غيرك. لم تتغير –للأسف- نظرتنا تجاه الأفكار المطروحة في الوسائط التفاعلية، على ما غيرته شبكات التواصل الاجتماعي والفضاءات التشاركية في كثيرٍ من سلوكيات الحوار والنقاش، فلم يعد طرح الأفكار والموضوعات مبنيًّا على القناعات، وإنما على استراتيجية (التفكير بصوت مرتفع)، لذا لا يمكن قراءة هدف بعض الأفكار الجريئة والموضوعات المناقشة -والتي قد يعدها البعض نشازًا- استفزازيًا، وإنما في الغالب يمكن تكييف طرحها ومناقشتها من باب التحفيز على التفكير، وتنمية الحس النقدي. لا شك أن مضار استهلاك أوقاتنا في الجدل البيزنطي وصراع الديكة يتجاوز مسألة إهدار الوقت –على أهميته- والتأثير الحاد على توازننا الفكري، وإشغالنا بالتوافه عن التحديات الجسام التي تتعرض لها أمتنا، وتهميشنا في مسار الفعل الحضاري بين الأمم نتيجة تكريس النظرة السلبية تجاهنا كوننا أمةٌ جبلت على كُثر الكلام وعدم الاتفاق!!، وإنما يمتد أثره إلى تضييع فرصٍ تاريخية أمامنا من أجل الرقي بمستوى تفكيرنا من مجرد الحضور إلى الفاعلية، ومن المحلية الضيقة نحو آفاق العالمية. إن إشاعة التفكير كممارسة حيوية، وتداوله في المستويات المختلفة لم يعد مجرد فرصة سانحة تستوجب الدعم والتشجيع، وإنما ضرورة ملحة تحتم تغيرًا جذريًا في ذهنية التلقي، إذْ يفرض على المتلقي الوعي بالأدوار التي باتت التفاعلية تلعبها في إنتاج الأفكار وتسويقها، والمرونة في التعامل معها، والتجرد من المواقف الانطباعية والمسبقة، وعزل نقاش الفكرة عن الشخص (الشخصنة)، واستيعاب قواعد الاشتباك المعرفي، والانتقال من التفكير الوسائلي إلى التفكير المقاصدي.
خبر الهدهد: استهتار!!
عبدالحق الطيب هقي
الطامة الكبرى الأدليوجية اللاتي تابعنا السواد الأعظم وبات يرويها…وهي نظرية فرعون ( لا أةريكم الا ما أرى….