إذا استيقظت من نومك ذات صباح متأخرًا ولم تجد موضوعًا تكتب فيه كي تنشره في إحدى الصحف إما لأنك أفلست أو لأنك أصلًا مفلس فلا تبتئس ولا يضيق لك خلقًا، كل ما عليك أن توجيه سهام اتهاماتك لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتضع فيها ما لم يضعه مالك في الخمر، ولا تشغل بالك فلهذه المواضيع شريحة مغرمة بها، صحيح أنها صغيرة قياسًا بمجتمعنا المحافظ، لكنها متنفذة خاصة في الإعلام، وسينشر موضوعك وستجد من يصفق له كثيرًا، ولن تلاحقك الهيئة – التي لا بواكي لها- لأنها انشغلت عنك وعن أمثالك بالعمل، وتركت لكم مهمة الانتقاص من مكانتها، وتتبع أخطائها والنيل منها ولو من باب ملء عمود الصحيفة بمقال أيًّا كان محتوى هذا المقال . هذا الهجوم الذي تتعرض له هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يعد يشغل المجتمع السعودي، ولم يعد يلتفت له أحد لأن بلادنا حكومة وشعبًا مجمعون على أهمية الدور الذي تقوم به الهيئة ويقدرون لها جهودها في إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي المنكر وحماية المجتمع من كثير من الانحرافات السلوكية، والكل مجمع ولله الحمد على أنهم حماة للفضيلة في بلادنا، وهم كغيرهم من أجهزة الدولة لهم ما لهم من إيجابيات وعليهم ما عليهم من سلبيات وليسوا معصومين عن الأخطاء . لكن يبدو أن موقف الشعب السعودي قد أزعج جدًا بعض الكتاب في الصحف “تخصص هيئة” فبدأوا في شن هجومهم على الشعب والهيئة معًا، وممارسة الإسقاطات غير اللائقة على الشعب الذي يحب الهيئة، ووصفه بالقطط التي تحب خناقها لسبب واحد فقط أن الشعب يحب حُماته من رجال الداخلية ورجال الحسبة ورجال القوات المسلحة . ولأنهم لم يجرؤوا على مهاجمة رجال الداخلية ولا رجال القوات المسلحة، فقد ركزوا جهودهم على رجال الهيئة وجعلوهم هدفًا لنيرانهم الصديقة لعل وعسى أن يغلب كثرة زنهم الحب . هذا هو شعبنا يا سادة شئتم أم أبيتم! أعجبكم أم لم يعجبكم! نعم نحب حماة بلادنا كلهم وبدون تفريق وفي كل المواقع ولا نقبل المساس بهم، وإن كنا في نظركم القاصر قططًا؛ فأنتم في نظرنا دون ذلك بكثير.
طارق عبدالله فقيه
لله درك أستاذ طارق
مقال في الصميم للرد على من لا يحترم مهنته الصحفية ويوظفها في صالح وطنه لكن القافلة تسير و……..
بيض الله وجهك