تغيرت المفاهيم في كثيرٍ من المجتمعات وتولّد لدى الكثير من الشباب الوعي الكافي؛ ليعيش الحياة بفهم ووعي راقيين، ولكن في دروب الحياة المتسعة ومن خلال الحياة والتنقلات يرى الإنسان كثيرًا مما يسره ويضفي البهجة إلى نفسه يجد شبابًا يقف أمامهم احترامًا وتقديرًا لأدبهم وحسن تصرفاتهم وطيب أخلاقهم. وفي المقابل يرى الإنسان شبابًا يستفزونه إلى درجة تخرجه عن طوره أحيانًا، شبابًا لا مسؤول مستهتر لا يهمه إلا نفسه سوء في التعامل وقصور في الفكر وتعاليًّا على العباد والأنظمة, لا يتحرج في الخروج عن المألوف إلى درجة قلة الأدب . لذا يستفزنا الشاب الذي يصرح في كل مكان بأن مشكلة كثرة حوادث السيارات في المملكة كارثية يجب أن تعالج ويقف نزف الدماء، ثم يركب سيارته ويسرع بكل ما أوتي من قوة لا يتردد في مخالفة أنظمة المرور لقد نسي أنه جزء من المشكلة على الطريق وأن القول لا يكفي مالم نلتزم بالمبادئ قولًا وعملًا. ويستفزنا ذلك الشاب الذي يلتف بسيارته من أقصى يمين الشارع إلى اليسار ويتجاوز إشارة المرور والبقية فيها وقوف؛ وكأن الناس تحت النظام وهو فوق النظام لايخشى أحدًا ولا يلتفت لناصح أو محتج. ويستفزنا ذلك الشاب الذي يترجل من مركبته ليصور الحادث بمافيه من وفيات ومصابين، ويزاحم رجال الإسعاف لينقل للآخرين ماشاهده في رحلته الميمونة. ويستفزنا أيضًا الشاب الذي يرى من نفسه الصح كله فيما يقول ويعمل وغيره الخطأ كله فيما يعمل ويقول. ويستفزنا كذلك الشاب المتلون والمتسلق الذي لا يقر له قرارًا، اليوم مع هذا، وغدًا مع الآخر لا لون له، تعددت ألوانه وفق مقتضيات مصلحته الشخصية. ويستفزنا ذلك المتعالي على الآخرين يسير وكأنه طاووس لا لشيء إلا لمرض الكبر في داخله، ينسى مما خلق وإلى أين ينتهي ؟!
حمود أحمد الفقيه