نجحت بريطانيا سابقًا والولايات المتحدة لاحقًا في إطلاق الروح العدائية الفارسية الحاقدة على العرب بعدما حولت سيناريو الصراع في المنطقة من صراع عربي- إسرائيلي، إلى صراع طائفي ومكنت إيران من مد أذرعتها على الأوطان العربية في المنطقة في غياب الدور العربي الفاعل وألا يكونوا طرفًا في معادلة توازن القوى في الشرق الأوسط؛ مما حقق للغطرسة الفارسية سيطرتها ليكتمل مشروعها الاستعماري القديم، ووصولها إلى المياه الدافئة في الخليج العربي واحتلال منطقة عرب الأحواز المنسية، والإطاحة بحكم آخر عربي بها الشيخ خزعل الكعبي واستخدام الإبادة الجماعية بأقسى وأقذر وسائل التعذيب وممارسة أعتى ألوان القمع والعنف واغتصاب حقوق وخصوصية تاريخ وهوية وثقافة الشعب الأحوازي، وسلب منجم ثرواته النفطية والزراعية، التي يتكئ عليها الاقتصاد الإيراني، ثم تمادت في طغيانها باحتلالها القسري العسكري، على الجزر الثلاث الإماراتية ذات المواقع الاستراتيجية وبسطت سيادتها ورفعت العلم الإيراني ولم تعترف بالحقائق التاريخية التي تؤكد تبعيتها للقواسم بالشارقة، وانتهكت حقوق الجوار والتاريخ المشترك ومُنيت محاولتها بالفشل بضم مملكة البحرين لسلطتها التوسعية. وتقويض النظام وإسقاطه؛ مدعية أنها لها حق تاريخي بها ونزعها من هويتها العربية ولتحقيق حلم إعادة الإمبراطورية الفارسية، انتهج الملالية بعد سقوط الشاه، سياسة المؤامرات بإثارة القلاقل والتحريض على التدمير والتفجير بإذكاء نار المذهبية في العالم الإسلامي، وأدق من وصفهم في تلك البدايات المفكر الإيراني داريوش شايغان أن الملالية المتشددين المتمكنين، والمظهرين أنفسهم حماة الدين، يديرون المؤامرات، ويتسترون في شكل شياطين كبيرة،لا يورثون إلا الخراب والحزن العميق، ينادون إلى العنف، والتطرف، ويظهرون كملائكة، ويفرغون الإسلام، من جوهره، ونفذوا بدقة متناهية (برتوكولات الخميني)، التي تريد احتكار الأرض والسماء، وتدعو توسيع حكم الولاء لولاية الفقية في طهران، بشتى الوسائل البذيئة الخفية بنشر هذا الفكر التدميري المتطرف واعتناقه من تم تجنيدهم في المجتمعات العربية، ورسم خارطة العالم الإسلامي لتهيمن عليها القومية الفارسية، وإسناد مرحلة السيطرة إلى الحرس الثوري المسيطر على عملاء ووكلاء الفرس الخونة الذين باعوا أوطانهم وعروبتهم، بثمن بخس نجس، وتحقق للفرس مبتغاهم، وأصبح ساستهم يتشدقون باحتلال أربع عواصم لدول عربية، العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وأصبح علي يونسي رئيس الاستخبارات، ومستشار الرئيس روحاني، يتباهى في مؤتمر الهوية الإيرانية، أن إيران أصبحت إمبراطورية عاصمتها بغداد، وأن مشروع الاحتلال لا يكتمل إلا بالاستيلاء على الأماكن المقدسة، كما أمرهم إمامهم الخميني، وتلاشت أحلامهم وتبددت أطماعهم بتحرك أمام الأمة وقائدها خادم الحرمين الشريفين سلمان العزم والحزم باتخاذ القرارات الصارمة؛ لردع التدخل الفارسي في شؤون الوطن العربي تمثلت في إطلاق عملية “عاصفة الحزم” في اليمن بالتحالف العربي الذي نتج عنه الدعوة إلى تحالف إسلامي ضم أغلب الدول الاسلامية في وقت إنجازي لاسترداد عزة وهيبة، ومجد العالم الإسلامي وتطهير جسده من فيروسات الانقسام والتطرف وتقوية الضعف. وأن يكون كالجسد الواحد يشد بعضه بعضًا؛ فكانت أولى بوادره قيامه بمناورة تاريخية على مستوى الشرق الأوسط (رعد الشمال) التي ركزت على تنفيذ عمليات قتالية برية وعمليات قصف جوية وبحرية احترافية ذات التأثير الأطول، والبعيد المدى وبسلمان الحزم تحققت الأحلام بالوحدة المتجانسة لتتبني الأهداف المنشودة، والغايات الكبرى النبيلة،لإعادة الأمن والاستقرار لشعوب العالم الإسلامي وحماية مصالح الأمة من التهديدات الجسيمة التي تحدق بنا وتقليص وتحجيم جحيم ايران، وأن تحترم سيادة جيرانها وأن تلتفت لإصلاح شؤونها الداخلية، ومشكلاتها الجمة المتدهورة ، ومن أهم مهام التحالف الإسلامي القضاء علي التطرف في محيطه الإسلامي، كداعش الفاحش، وعصابات إيران كالشيطان حسن بلبنان، والحوثي باليمن والشعبي بالعراق، وتنظيم القاعدة، وحركة بوكو حرام، وحركة الشباب بالصومال، وغيرها من فرق الخوارج، التي تبث الانقسام وتزرع الخوف، وتزهق أرواح العباد، وتدمر البلاد، وتسلب حرية الشعوب، وتنزع هيبة الدولة.
أ.د عائض بن محمد الزهراني
مقال رائع دكتورنا الفاضل لا فض فوك