المقالات

القمامة ثروة

هل شاهدتم فيلم الزبال؟! عفوًا أقصد فيلم (انتبهوا أيها السادة)، وهو فيلم قديم يعود تاريخ إنتاجه لنحو ثلاثين عامًا مضت .. وهو من بطولة محمود ياسين …إنني هنا لا أتحدث عن المضمون الاجتماعي للفيلم والمتغيرات التي يتحدث عنها، والتي جعلت من(الزبال) مليونيرًا ومن دكتور الجامعة صعلوكًا. .ولكنني أقصد الوسيلة التي استطاع بها جامع القمامة أن يصل إلى خانه أصحاب الملايين؟! بينما أستاذ الجامعة غير قادر على شراء شقة ! أما هذه الوسيلة التي جعلت من الزبال مليونيرا ..فهي الاستفادة من من القمامة بكل ماتحتوي من مخلفات قد تكون نافعة لو وجدت من يستغلها اقتصاديًّا. هذا الجانب الاقتصادي للقمامة..الذي تحدث عنها الفيلم من خلال قصة اجتماعية جميلة جدا. .كانت محل دراسة أجراها الباحث الاقتصادي المصري علاء حسب الله.. عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للصناعات الغذائية. .ونشرتها بالأمس (جريدة المصري اليوم) …أشار فيها إلى أن متوسط حجم قمامة (مصر) السنوية يزيد عن 90 مليون طن سنويا. .وبمعدل يصل لنحو 250 ألف طن يوميا. منها 15 ألف طن في القاهرة وحدها و6 آلاف طن في الإسكندرية .. وإذا علمنا أن قيمة الطن من القمامة تصل إلى نحو 6 آلاف جنيه مصري في حالة الاستفادة منه في عمليات التدوير أو تصدير القمامة للخارج. فإنه وبحسب تقدير إحدى الشركات الصينية فإن قيمة القمامة المصرية تصل لنحو 5 مليار دولار أمريكي أي حوالي 50 مليار جنيه مصري سنويا يمكن أن تدخل الخزينة المصرية مباشرة لتحل مشكلة العشوائيات في مصر خلال أقل من عامين! ويوضح الباحث كيفية الاستفادة من هذه القمامة بالقول: إن النباشين وجامعي القمامة العشوائيين ينتشلون من القمامة أفضل مافيها من مخلفات ورقية وزجاج وأخشاب وعلب معدنية وبلاستيك. وغيرها من المواد التي يمكن تدويرها ويتركون المخلفات عديمة القيمة مما يصعب عملية استغلال المخلفات في عملية تدوير القمامة والصناعات المرتبطة بها، ويشير الباحث إلى أن طن القمامة الواحد يوفر (8) فرص عمل مباشرة في عمليات الفرز.. والتجميع ..والتصنيع… فضلًا عن أن القمامة المصرية من أغنى أنواع القمامة العالمية بشهادة العديد من الجهات المهتمة بعمليات تدوير القمامة والانتفاع بمحتوياتها؛ حيث إنها مليئة بالمواد العضوية بسبب إلقاء المصريين مايزيد عن 30 في المائة من بقايا الطعام في صناديق القمامة يمكن أن تساهم لو تم تديروها في إنتاج 14 مليون طن من الأسمدة العضوية الكافية لزراعة أكثر من 2 مليون فدان جديد. إضافة لإنتاج أكثر 3 ملايين طن ورق، وأعلاف الماشية. وصناعة البلاستيك التي تستخدم في تصنيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية بالمصانع المصرية؛ إضافة لعشرات الفوائد الأخرى حيث أثبتت الأبحاث العلمية الاستفادة من القمامة في إنتاج الطاقة والوقود والزيوت والتدفئة…التي نجحت في إنتاجها بجدارة العديد من الدول مثل ألمانيا والسويد.. منذ عشرات السنين. واختتم الباحث المصري دراسته بالقول ترى كم هو حجم الثروة المهدرة في شوارع مصر التي يمكن استثمارها في مشاريع تعود بالنفع على الاقتصاد المصري كما يفعل غيرنا؟! وهذا التساؤل يمكن أن نطرحه أيضا على المسؤولين في البلديات في بلادنا. …والله من وراء القصد.

عبدالعزيز التميمي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بالمناسبة اتطلعت غلى فيلم وثائقي لتدوير القمامة وكيف استطاعة الدول المتقدمة الاستفادة من هذه الثروة لأن لديهم ثروة من العقول المفكرة ونحن لدينا ثروة من القمامة لاتفكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى