المقالات

المخترع والمبتكر والاقتصاد المعرفي

 الاقتصاد المعرفي هو المحرك العالمي الأساسي في نمو وتطور وازدهار الدول المتقدمة؛ كون اقتصاديات المعرفة تستأثر بنسبة كبيرة ومتزايدة في الناتج الإجمالي المحلي والعالمي. وحيث إن الاقتصاد المعرفي يتمثل في الابتكار والاختراع والبحث العلمي، والذي يتطلب وبشكل عاجل توفير المناخ المناسب وسبل الدعم اللا محدود على جميع الأصعدة, وبشكل مهني وعلمي لذا لن أكتب في هذا المقال حرفًا واحدًا عن الإخفاقات السابقة والحالية في دعم المخترعين والمبتكرين وعباقرة البحث العلمي في وطني الغالي, لأن الهدف الأسمى هو النظر إلى الأمام مع الاستفادة من أخطاء الماضي التي تجير؛ لتكون دروسًا نافعة للحاضر والمستقبل وذلك بتقليل نسبة الأخطاء والفشل وارتفاع نسبة الصواب والنجاح . لذا أقترح على صنّاع القرار في وطني الغالي العمل على إنشاء هيئة مختصة يقودها علماء مختصون في مجال العلوم والمعرفة والاقتصاد وترتبط مباشرة بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية, وتسميتها بـ(الهيئة العليا لدعم البحث العلمي والاختراع والابتكار), ثم ينشأ تحت إدارتها صندوق لدعم المخترعين والمبتكرين والأبحاث العلمية عبر مبالغ سخية لكل برنامج مقدم لها, ويتكون نظام الصندوق من ثلاثة محاور تنظيمية لدعم كما يلي:

1-البرنامج المقدم والحاصل على الدعم من الصندوق, له فترة سماح مفتوحة لحين بداية تحقيقه الأرباح؛ وذلك وفق تقارير محاسبية دقيقة تقدم للصندوق.

2-إذا تجاوزت الأرباح قيمة رأس المال المقترض للبرنامج ثلاثة أضعاف يتم استرجاع قيمة القرض كاملًا مع خصم بنسبة ثابتة قدرها 25% من صافي الأرباح المحصلة للبرنامج سنويًّا ولمدة 99عامًا وليس على أساس مبلغ القرض المقدم من الصندوق. 3- تعمل الهيئة على تقسيم النسبة 25% المحصلة من أرباح البرنامج وتوزعها كما يلي:

أ- نسبة 10% وبشكل سنوي لدعم خزينة الصندوق الخاص بالهيئة.

ب- نسبة 10% تصرف وبشكل سنوي لدعم الأسر المنتجة بقروض غير مستردة.

3- نسبة 5% تصرف بشكل سنوي على دعم الأسر معدومة الدخل وغير القادرة على العمل. فالإحصائية هنا تتحدث عن مليارات الريالات المحصلة من الاختراعات والابتكارات والبحوث العلمية بجميع التخصصات. والتي هي أيضا توفر آلاف الوظائف وبمرتبات عالية جدا. فيتحقق بعون الله وتوفيقه دعم الفئات المهمة في المجتمع المدني ودعم وتطوير الموارد البشرية العاملة بالحرفية والمهنية العالية. وبهذا يزداد الاقتصاد قوة وعمقًا لتحمل الضربات الاقتصادية العالمية والمحلية إثر هبوط أسعار البترول وأفول نجمه في طور التطور الحالي في مجال الطاقة؛ فيكون بذلك وطني من المؤثرين وبقوة بين عمالقة الطاقة والاقتصاد في العالم .

سعيد علي موسى القحطاني

تويتر @qw90900

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى