المقالات

عادات المناسبات .. أما آن الأوان ؟!

 لكل بلد عادات وتقاليد، تُشكل هذه العادات والتقاليد جزءًا من هوية البلد أو المنطقة. لذا فالعادات مُحترمة مُعتبرة حتى في الشريعة الإسلامية. مالم تُخالف نصًا شرعيًّا، أو أدبًا مرعيًّا، أو تؤدي إلى ضرر ومفسدة. ومن العادات الحجازية الجميلة في المناسبات، سعيدها وحزينها أن الأهل والأحباب والجيران كانوا يساهمون فيها. فكانت تُقام في البيوت، بسيطة لا تكلف فيها ولا إسراف، ثم تغيرت الأحوال وأصبحت المفاخرة والإسراف سيدا الموقف. ففي الزيجات .. أصبحت تُشاهد التسابق لحجز أفخم القاعات وأغلاها ليس للنساء فقط بل وحتى للرجال، يُصاحب ذلك التعاقد مع فرق الجس التراثي في أول الليل ثم الطرب في آخره وبينهما عشاء فاخر باذخ يُرمى نصفه، إذ المهم أن “يملأ العين”. وتطول الليلة حتى ينقضي ثلثا الليل ويضيع الفجر. ويتكلف أهل المناسبة ما لا يطيقون فيستدينون ما يثقل كاهلهم حتى لا يتكلم الناس فيهم!! متى يبادر العقلاء ليُحيوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج “أيسرهن مهورًا أكثرهن بركة”؟ متى تعود مناسباتنا بسيطة لا تكلف فيها ولا بذخ ولا سهر ؟ لماذا لا نأخذ من أهل الجنوب عاداتهم الجميلة في أن تنتهي الزيجات بصلاة العِشاء وتناول العَشاء بعدها ؟ وأما العزاء فقد أصبح كما يقول الوالد – حفظه الله – “موت وخراب ديار”. إذ طاله التفاخر والسَرَف، فأصبح نجد متعهدي المآتم يتكفلون بكل شيء حسب مالك وجاهك. فترى الكراسي الفخمة بأنواع ودرجات، والمباشرين المتأنقين وطاولات العشاء والمقرأ الأزهري اللبس بل والصواوين الكبيرة المكيفة، وكل ذلك من أجل مقام المتوفي – رحمه الله – زعموا . مع أن الناس كانوا في السابق يتشاركون في إطعام أهل الميت ومعزوهم اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم “اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم ما يشغلهم”؛ فكان الأرحام والأصهار والجيران والأصدقاء، كلٌ يتكفل بوجبة أو يوم. لكن أصبح البعض يستنكف قبول ذلك تعززًا ويبذخُ بما سبقت الإشارة إليه في مظاهر لا ترضي الله ورسوله ولا توافق الشرع المطهر ولا أصل العادة المباركة. أصلح الله أحوالنا وردنا إليه وإلى سنة حبيبه صلى الله عليه وسلم ردًا جميلًا .

صادق رضا السنوسي

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. احسنتم ملاحظات جادة وطرح بناء وكلام جدا رائع ولكن طالما فسد المجتمع بهذه الكيفية من الفساد الاخلاقى طبعا اخلاقى لانها تمس التقاليد والعادات الصحيحة فهنا ولا بد من تدخل ولى الامر لاصلاح هذا الخلل الطارئ والفادح بسن قوانين تمنع مثل هذه التصرفات المضرة بالمجتمع وبالاخلاق وبالاقتصاد والله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقران وقد كان سيدنا عمر يتدخل فى منع اشباه مثل هذه التصرفات تدخلا مباشرا وهذا سنة للامام العادل عندما يرى الفساد او العادات السيئة تيتشرى فى المجتمع ان يكون هو من يبادر فى ازالة او منع حدوث مثل هذه العادات .. وما لم يحصل ذلك فقد يستمر ويستمر والى الاسوأ والاردى ..

  2. بخصوص العزاء عندي فكرة بان يوم الدفن يكون اليوم الاول في العزاء ويصير عرف متبع ويتم في المقابر كالعادة ويبقى يومين الله يعين عليهم ويكون الواحد وفر اقل شيء 10 الاف ريال عن اليوم الاول

  3. كلام جميل ياسيدي واسأل الله أن يبدل حالنا إلى اﻷحسن وأسأله سبحانه أن لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطئنا ..
    رغم أني منشد وفنان في هذه الحفلات لكن والله لا يروق لي السهر والبذخ .. واتمنى على من يهمه الأمر أن لا تأتي الساعه 12:00 كحد أقصى إلا والكهرباء مقفله تماما .

  4. نعم الزواج والعزاء من كماليات العصر وهدر للاموال وافة المجتمع الحجازي

  5. الله يخلف على حالنا وتلك الايام والليالي لن تعود ابدا نظرا لتغيرنا الديموغرافي فلم تعد هناك لا حارة ولا زقاق ولا جمعة ولا لمة

  6. عاداتنا اهل الحجاز هي احلى عادات ان التزمنا بها ولسنا بحاجة ﻻستيراد عادات من خارج المنطقةn9db

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى