قرأت ما نشره الكاتب الجليل الأستاذ صادق رضا السنوسي؛ في هذه الصحيفة فوجدته قد أصاب الجرح وشخّص أحد الأمراض التى تُعانى منها المجتمع المكي أو المدني حقيقة. فقد أصبح كل يوم هناك عادات جديدة ومجحفة وإبداعات مكلفة لكاهل المجتمع الذى يُعاني أصلًا من الفقر والغلاء. فأصبحت تُبنى القصور الفاخرة مزينة بكل ما هو جديد؛ لتضاف إلى أجورها الأصلية وحتى أن هناك ثريات وقناديل معلقة بقصور الأفراح ولا تُضاء إلا باتفاق مع صاحب الوليمة ودفع فاتورة الإضاءة ناهيك عما ظهر من عادات تُسمى العجل والسبقة ولا أسميها لكثرتها وكلها تسبق الزواج المشروع مع ما فيها من الإسراف والتبذير والتفاخر والتعالي لعين المنافسة البغيضة. وهذا يعتبر فساد للمجتمع فساد أخلاقي طبعًا أخلاقي؛ لأنها تمس التقاليد والعادات الصحيحة، فهنا ولا بد من تدخل ولي الأمر لإصلاح هذا الخلل الطارئ والفادح بسن قوانين تمنع مثل هذه التصرفات المضرة بالمجتمع وبالأخلاق وبالاقتصاد منعًا باتًا، وسن قوانين صارمة لمنع البذخ والتفاخر وغلاء إيجارات القصور، ومنع كل ما ذكر وما لم يذكر بقرار بعقد له ولي الأمر مجلسًا لأهل الحل والعقد والغلم والمعرفة. والله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن وقد كان سيدنا عمر-رضي الله عنه- يتدخل فى منع أشباه مثل هذه التصرفات تدخلًا مباشرًا وهذا سنة للإمام العادل عندما يرى الفساد أو العادات السيئة تستشري فى المجتمع أن يكون هو من يُبادر فى إزالة أو منع حدوث مثل هذه العادات. وما لم يحصل ذلك فقد يستمر ويستمر وإلى الأسوأ والأردأ…
د. ضياء محمد عطار
عضو رابطة الأدب الإسلامى العالمية