لُجة الأيقونات-
• منطق الطير: “في وقت الخداع العالمي يصبح قول الحقيقة عملاً ثوريًّا”- جورج أورويل
• الابتزاز بوصفه سلوك مشين وجريمة أخلاقية وقانونية يكثر في عوالم البيت العنكبوتي والفضاء التواصلي وتتعدد أسبابه وأنواعه وآثاره وقضاياه، وينتقل من نوع له خصوصيته “الابتزاز الإليكتروني”، إلى صفة مرتبطة بكل الأنواع نتيجة ارتباط واشتباك التقنية بحياة الإنسان، وينعكس في ابتزاز ذكي يناور المبتز من خلاله فترة من الزمن مستطيعًا الإفلات من السخرية والعقاب، وابتزاز غبي يوقع صاحبه سريعًا، مورطًا إياه فيما لا يحمد عاقبته، وجاعله موضعًا للتهكم والتندر!
• إن ابتزاز الأشخاص عاطفيًّا أو ماديًّا عبر وسائط التقنية الحديثة أمر معروف ومطروق من قبل الكتاب والباحثين، ويجرى التنبيه عنه والتحذير منه في وسائط ومواقع عدة، ويجتهد الباحثون والعلماء في اقتراح حلول تحد منه بالموازاة مع حرص الدول على تشريع عقاب رادع للحد من انتشار هذه الظاهرة التي تفتك بقيم المجتمع وتهدد طمأنينته وسكينته؛ لكن الابتزاز تجاوز الفرد إلى المجتمع، إذْ بتنا نشهد حالة ابتزاز جماعية من خلال ضح كم من المعلومات والمشاهد بهدف السيطرة والتوجيه. المثير في أمر الابتزاز الجماعي أو ابتزاز المجتمع ذلك الغباء الذي يتدثره بعض المبتزين”أفراد ومؤسسات”، إذْ وهم يوظفون كمًا غير محدود من المعلومات المفتوحة والمشاعة وغير الموجهة في الفضاءات والوسائط الاجتماعية بهدف الابتزاز، يتوهمون أن بإمكانهم -بعد الابتزاز- حجب الحقائق وإخفائها!!، وسهولة خداع المتفاعلين بكم الأكاذيب والمعلومات المغلوطة؛ إن المسألة لا تتوقف عند توظيف الشائعات والصور المزيفة، وإنما تتعداه إلى تزييف الوعي وتمييع الضمير. يقول إبراهام لينكون: (يمكنك خداع بعض الناس كل الوقت، وكل الناس بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت)، ومع ذلك فإن مسؤولية الخداع كما الابتزاز المجتمعي لا تقع على المبتز فحسب، فالمبتزون أيضًا يتحملون جزءًا من مسؤولية ذلك الابتزاز بخضوعهم لآلة الكذب واستسلامهم السريع للتزييف الممنهج، فشعوبنا (مجتمعة أو فرادا) لا تملك للأسف الحصانة الذاتية لوعي الابتزاز وفهم أدواته وإدراك مناهجه وسبل الوقاية من التورط في شباكه. خبر الهدهد: عام الصدق..
• عبد الحق هقي