المقالات

براميل الأسد وصواريخ نصرالله

 شهدت دول الربيع العربي مثل سورية والعراق وليبيا، التي مزقتها الحروب وشردت الملايين من شعوبها، موجات من الهجرة، إلى أنحاء متفرقة من العالم الأوروبي، والبعض لاجئون في دول الجوار ومشردون داخل بلادهم نفسها، في ظروف إنسانية كارثية يندى لها الجبين. والكثير من هؤلاء المشردين اضطروا إلى مغادرة بلدانهم في الشرق الأوسط وركبوا مياه البحر الأبيض المتوسط بطريقة خطيرة على نحو متزايد باحثين عن حياة أفضل في دول أوروبا, وليس أمام هؤلاء المسافرين خيار سوى ركوب البحر هربًا من الموت. إلى المجهول وقد مات الكثير منهم غرقًا في البحر أو ماتوا جوعًا وعطشًا، والأمم المتحدة تشيحُ معرضة نحو اليمين والشمال بزعامة الولايات المتحدة التي تتحجج بأنها لاتريد أن تكرر مأساة العراق التي ارتكبتها 2003 لتجعل من سوريا عراقًا آخر، وهي تعلم أي الولايات المتحدة أن جميع المأسي التي حلت بهذه الشعوب المنكوبة، هي من تدبيرها وخططها الفاشلة حين أخذت تروج شعارات الحرية والديمقراطية والفوضى الخلّاقة, وتدعم الثورات إعلاميًّا وتساندها سياسًا، فإذا كانت إيران تصدر الإرهاب باسم الإسلام، فالولايات المتحدة تصدر إرهابًا بأسماء متعددة، دعمت شيعة العراق الحاقدين والطائفيين، القادمين على ضهر الدبابات الأمريكية وسلمتهم سلطة العراق، ومدوا البساط الأحمر للملالي فأصبحت العراق تدار بسلطة الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني.

سعود بن عايد الدبيسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى