يُعد مرض السكري من أخطر الأمراض التى تزيد من حدة وتقدم أمراض اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان (Periodontitis). وسوف نستعرض هذه المقالة خلال هذه التساؤلات التالية: أولاً- ماهو مرض السكري؟ – إنه مرض خطير يؤدى إلى اختلال مستوى السكر بالدم, و ينشئ مرض السكري إما بنقص إفراز الأنسولين (الهرمون المسؤول عن تنظيم السكر بالدم حسب احتياج الجسم، وينتج من خلايا بيتا بالبنكرياس) ويسمى بالنوع الأول, وإما بنقص مستقبلات الأنسولين في خلايا الجسم ويسمى بالنوع الثانى. وزيادة السكر بالدم تؤدي إلى مضاعفات كثيرة بالجسم: 1- التهاب شبكية العين. 2- التهابات الأعصاب. 3- مضاعفات القلب والأوعية الدموية. 4- التهابات الكلى. 5- تأخر التئام الأنسجة والجروح. 6- التهابات اللثة والأنسجة الداعمة بالأسنان. ثانيًّا- ما هو مرض اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان ؟ إنه مرض تسببه البكتيريا الموجودة بالفم التي تؤدى إلى التهاب باللثة ونزفها، وتزداد حدة المرض حتى تؤثر على العظم والأربطة المحيطة بالأسنان. ونتيجة لذلك يتم تحلل العظم المحيط بالأسنان وقد يصاحب ذلك ارتخاء اللثة وخلخلة الأسنان وفقدانها. ثالثًا- لماذا صحة الفم ضرورية لمريض السكري؟ عزيزي مريض السكري أعلم أنك على خطر عظيم إن لم تحكم مستوى السكر بالدم وتنظمه فذلك يؤدى إلى: 1- زيادة أعداد البكتيريا المسببة لأمراض اللثة وتنوعها. 2- ضعف الخلايا المناعية المقاومة للبكتيريا. 3- نقص الأجسام المضادة للبكتيريا. 3- زيادة التهابات اللثة وأنسجة الفم المختلفة. وأثبتت الدراسة الحديثة أن التهابات اللثة بمرضى السكري تزداد حدتها أربعة أضعاف مقارنة بالأصحاء. ما هى النصائح المتبعة لمنع حدوث أمراض اللثة والأنسجة المحيطة والداعمة للأسنان على وجه العموم ؟
1- يجب عليك إزالة البلاك (اللطعة الجرثومية التى تسببها البكتيريا) من الأسنان كل يوم باستخدام الفرشاة والخيط الطبي للتخليل بين الأسنان. 2- مراجعة طبيب الأسنان دوريًّا على الأقل من 6-12 شهر للاطمئنان على صحة الفم واللثة. 3- التغذية السليمة وتجنب الكحولات والتدخين بأنواعه. 4- إذا كان المريض يُعانى فعلًا من مرض التهاب اللثة والأنسجة المحيطة والداعمة للأسنان, يجب عليه التوجه لاستشاري علاج أمراض اللثة للتشخيص والعلاج الدقيق والمتابعة. . 5- الكشف الطبى الدورى العام للاطمئنان على الصحة العامة وعمل التحاليل اللازمة للكشف المبكر عن أي مرض حديث أو متابعة حالة المرض الموجود . ما هو الواجب اتباعه إذا كان مريض السكري فعلا يُعانى من مرض التهاب اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان ؟ بالاضافة للنصائح السابقة – فيجب عليه الآتي:
1- التوجه سريعًا لاستشاري علاج اللثة لفحص اللثة وحالة الأنسجة الداعمة للأسنان والعلاج والمتابعة المستمرة. 2- متابعة مرض السكري وعمل التحاليل اللازمة للـتأكد من انتظام مستوى السكر بالدم وخصوصًا تحليل الهيموجلوبين السكري (HBA1C) الذي يعطي تصورًا لحالة السكر كل ثلاث شهور.. 3- تنظيم الطعام بالإكثار من الخضراوات والفاكهة والاقتصاد في السكريات والدهون واللحوم. 4- المحافظة على التمارين الرياضية والحمية وتحسين سلوكيات الحياة. 5-متابعة طبيب علاج اللثة وكذلك طبيب الباطنة مهم للحفاظ على صحة الفم وخصوصًا اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان. وختامًا – عزيزي مريض السكري أعلم أن مرض السكري ليس خطيرًا إذا روعي التحكم فيه وتنظيم السكر بالدم و المتابعة المستمرة؛ مما يجعلك تعيش كالأصحاء تمامًا. وأرجو من الله العلي القدير أن يديم علينا وعلى المسلمين جميعا الصحة والعافية – اللهم أمين.
د. علاء مصطفى
أستاذ مشارك علاج أمراض اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان
كلية طب الأسنان – جامعة أم القرى – مكة المكرمة