(مكة) – حائل
أٌقامت إدارة الأمن الفكري بجامعة حائل محاضرة “واجب طلاب الشريعة والقانون في تحقيق الأمن الفكري” قدمها الدكتور أحمد بن جزاع الرضيمان أستاذ العقيدة ومدير إدارة الأمن الفكري، والدكتور عبدالعزيز بن سليمان الغسلان عميد كلية الشريعة والقانون، صباح يوم الاثنين 26 جمادى الأخرة 1437هـ، في قاعة كلية الشريعة والقانون. ورحب الدكتور عبدالعزيز الغسلان بالدكتور أحمد الرضيمان على مشاركته طلاب الكلية بمحاضرة عن توعيتهم بواجباتهم تجاه الأمن الفكري، مشيرًا إلى أن الجامعة مؤمنة إيمانًا تامًا بأهمية الموضوع وهو ما سعت إليه بدعم إدارة الأمن الفكري بتقديم سلسلة محاضرات وندوات بجميع كليات الجامعة، ونحن في كلية الشريعة والقانون أيضًا مؤمنين بواجبات أبنائنا الطلاب تجاه قضايا الأمن، فأنتم ستصبحون مستقبلًا قضاة وعلماء شرعيين وقانونيين ومحاميين ومستشارين ولديكم واجبات في الوقت الحاضر ومستقبلًا في تعزيز الأمن الفكري والوطنية والاعتدال والوسطية بالسلوكيات والأفكار تجاه مجتمعكم.
وقد بدأ الشيخ الدكتور أحمد الرضيمان بالتوكيد على أن الأمن والشرع متلازمان ، كما في قوله تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) ، وذكر الله تعالى أن الأمن يتحقق بعبادة الله وحده ، كما في قوله تعالى ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) فالأمن التام يحصل بهذ القيد الذي ذكره الله تعالى ( يعبدونني لايشركون بي شيئا). ومن هنا تعلمون ياطلاب الشريعة ودارسيها ، أنكم المعنيون بالدرجة الأولى في الاسهام بتحقيق الأمن ، ودراسة الشريعة والعقيدة وفهمها حسب فهم السلف الصالح والعمل بها ، صمام أمان يمنع الافكار المنحرفة وتأثيرها السيء على البلاد والعباد . ولهذا انتم جزء من ادارة الامن الفكري في الجامعة ، لماذكرت لكم ان الشريعة والامن متلازمان .
ونبه الدكتور الرضميان : الى أن الاستخفاف على العلماء يجعل الناس يتمردون على الشريعة ، والاستخفاف بولاة الأمر يجعل الناس يتمردون على الأمن ، وإذا تمرد الناس على علمائهم وولاتهم ضاع الشرع والأمن .
وحث الدكتور الرضيمان طلاب كلية الشريعة والقانون على أن يكونوا شبابًا متفائلين ، مدركين لانجازات ومكتسبات وطنهم ، سالمين من التوجسات والظنون السيئة ، مشددًا على أن تضخيم الأخطاء ، والنظرة السوداوية ، وتضخيم الأخطاء ، وسوء الظن ، والاستناع للأعداء ، تجعل الشاب صيدا ثمينا للتنظيمات الجاهلة ، التي تلقيه في مسالك الردى . وقال مذكرا بنعمة الله على قادة هذه البلاد ، هل تعلمون ان ٢٠٠ جنسية يدرسون العقيدة الصحيحة على حساب المملكة ، ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم . هل تعلمون أن قادة هذه البلاد تطبع المصحف الشريف وتترجم معانيه الى لغات العالم مجانا ، وهو عمل لانظير له في التاريخ . الذين يسودون المشهد امام شبابنا ، حقدهم يمنعهم من ذكر هذه الانجازات وغيرها .
وبدأت فقرة الأسئلة من الحضور، وسأل طالب الدكتور الرضيمان حول علاقة المحكوم بالحاكم هل هي علاقة عقد وكالة؟، فأجاب الدكتور الرضيمان بأن ذلك غير صحيح إطلاقًا ، وإنما هذا القول موافق لمنهج المنافقين ( الذين إن أعطو رضوا وإن لم يعطوا إذاهم يسخطون )، ومصادم للاحاديث الكثيرة في الصحيحين وغيرها التي تأمر بالسمع والطاعة ، وعدم نزع يد من طاعة ، وإن رأى مايكره . يقول النبي عليه الصلاة والسلام من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية ). وحتى الولاة الذين لايعطون الرعية حقوقهم ، جاء التوكيد النبوي من النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( أعطوهم الذي لهم واسألو الله الذي لكم). وسأل طالب عن تجاوزات دعاة سماهم : فأجاب الدكتور الرضيمان بقوله : اعرفوا الحق تعرفوا أهله ، واعرفوا الباطل تعرفوا أهله ، أنتم طلاب شريعة تدرسون ان الجهاد موكول لولي الأمر لحديث ( الامام جنة يقاتل من ورائه ) وقول الفقيه ابن قدامة في المغني ( وأمر الجهاد موكول لولي الامر ) ، فالذي يقول لكم : خلاف ذلك ، لاتلتفتوا إلى كلامه ، كائنا من كان .
فيما سأل طالب آخر “كبار العلماء ظهرت عليهم تجاوزات بتصرفاتهم” هل ذلك صحيح؟ فرد الدكتور الرضيمان، بأن الأصل في العلماء أنهم محل ثقة وملتزمون بالشريعة الإسلامية، ولا أعرف من تقصد تحديدًا إلا أنني أؤكد لك بأن لا أحد معصوم من الخطأ ، ولكن كما قلت لك علماؤناالراسخون في العلم محل الثقة ، وليس من شرط الثقة العصمة من الخطأ .
وسأل طالب من طلاب المنح من جنسية أفريقية يشير في سؤاله إلى أنهم في دولتهم لديهم فتن عديدة، فكيف سيتصدون لها إذا عادوا إلى بلادهم ؟
فأجابه الدكتور الرضيمان بأن واجبهم تجاه مجتمعهم بأن يعلموهم العقيدة الصحيحة، دون تصادم مع أي أحد، والسعي إلى نشر التوحيد دون الدخول في مشاكل مع الآخرين وحسب أنظمة دولكم ، والاصل في هذا : ان تنظروا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع قومه في مكة ، وكانت بيئة شرك .( فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ). وفي سؤال لأحد الطلاب : عن خروج بعض السلف على حكامهم ؟ أجاب الشيخ الدكتور الرضيمان بقوله : ياأخي الحجة هي بالكتاب والسنة ، وليست بالحوادث التاريخية . ربنا سيسألنا يوم القيامة بقوله ( ماذا أجبتم المرسلين ) ، وليس يسألنا عن عمل غيرنا ، الذي ليس حجة لنا . ألم يبلغك نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن الخروج مهما كان الظلم والأثرة ؟ وقوله : لمن سأله عن صحة الخروج على الحكام الظلمة ، ( لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ) وقوله ( الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ).؟ كيف نعرض عن هذه الاحاديث الصحيحة ، ونتبع تصرفات فردية ندم عليها أصحابها أشد الندم. ولذا قال : استقر مذهب السلف وإجماعهم على ترك الخروج .
وقال أحد طلاب المنح : والله نحن نحب المملكة ، ونرى في بلادنا حملات على المملكة ، وتتقطع قلوبنا ، لاننا نشعر بالظلم لها ، ونحب ان ندافع عن المملكة ، فهذه المعلومات التي ذكرتها عن الجامعة الاسلامية ، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف ، وترجمته للغات العالم ، وتوزيعه مجانا ، لماذا لاتظهر إعلاميا ؟ فأجاب : الاعلاميون ليسوا أمامي الان ، لكن انتم رسل خير وهداية ، وشهود عدول في بلادكم ، انقلوا الحقيقة ، فالمملكة حقها عظيم على كل مسلم ، بغض النظر عن جنسيته .