احتفي أمس المجتمع الطائفي بالعرس السنوي لمهرجان الورد فهما ممتزجان لا ينفصلان الورد، رمز العشاق, والطائف, نزهة المشتاق، والطائف منذ القدم عرف بتضاريسه الخصبة, ومياهه الوفيرة . فأستحق أن يتوج بعروس المصائف . فاشتهر بإنتاج، رضاب الخمر، ووجنات الورد حضارة وأناقة الشعوب تقيم على أساس ما تستهلكه وتهديه من الورود؛ لذلك ترنم بذكره الأدباء والشعراء والعشاق، فالشاعر الظريف ابن سكرة ينبض بنص :
للورد عندي محل ** لأنه لا يمل
كل الرياحين جند ** وهو الأمير الأجلال
فالورد، لغة يتداولها جميع البشر في العالم لا تحتاج لمترجم، تشكّل عالمًا قائمًا في ذاته هي الطبيعة الصامتة النابضة بكل ألوان الحياة، ألوان مضيئة تعكس التفاؤل العميق, والفرح بالحياة، فالوردة كم أذابت الفوارق, ومسحت الدموع، وخففت من معاناة الآلام، وقسوة الظروف. فعوالمها المتلونة تنطق بأناقة المشاعر، تهذب النفس وترطب الروح .. وأنّ للورد قدرة عجيبة على تهدئة الإنسان عند إصابته بالغضب والعصبية والانزعاج، ليس فقط بمنظره الجميل بل برائحته الفواحة. ومن بين حدائق الزهور، فالورود تعتلي العروش في مملكة المحبين. وتروي حدائق الحب, وبها تثمر شجرة الوفاء, الورود سفيرة، الحب, والود, والألفة, والفرح, بين البشر، وترسم ملامح الابتسامة وترتقي بالأحاسيس اجتمعت الآراء, على أن الورود البيضاء ترمز لصفاء القلب، والصفراء ترمز للغيرة، والحمراء ترمز للحب, والبنفسجي على الوفاء، والزرقاء إلى الثبات، والبرتقالية إلى الصداقة.
فالورد، هو الحياة, والروح, والكـبريـاء، والجمـال, والحــب, والذكاء, والأنوثة، والحنـان، والتـواضع.
وأختم بطرفة من التراث،
“أهدت (فاتنة لبيبة) إلى خطيبها، رمان أحمر قاني، فاستدعت ذاكرته قول الشاعر:
أهدت إليه يظرفها رمانا
تنبيه أن وصالها قد آنا
قال الفتى لما رآه تفاؤلا
وصل يكون متممًا أحيانًا
رم يرم تشعثي بوصالها
لقد التفاؤل صادقا قد كانا
فأهدى لها باقة ورد حمراء، فتمثلت بقول الشاعر:
أهدى لها وردا فأخبر أنه
في الواردين ولم يكن ورادا
فأرتاح من فرح يطيب وفوده
وعدا له ورد الحياء فزادا”
ومضة: يلتصق أريج الورد باليد التي تقدمها.