يعتبر التدخين من أكثر العادات السيئة انتشارًا في الدول المتقدمة والنامية, ويعتقد حاليًّا أن مخاطر التدخين على صحة الإنسان من الوثائق العلمية التي لا تدع مجالًا للشك.
أولًا- نبذة عامة عن التدخين:
تبدأ رحلة التدخين منذ أن اكتشف كريستوفر كولومبس القارة الأمريكية فقد كان الهنود الحمر يدخنون أوراق بعض النباتات كالتبغ ومن ثم أخذت أوروبا الفكرة ونشرتها في أرجاء العالم. وللعلم فأعداد المدخنين حول العالم تُقارب الملياروثلاثمائة مليون نسمة 47% من الرجال في العالم مدخنين12% من النساء في العالم مدخنات، ويعتقد أن التدخين هو ثاني أسباب الموت على مستوى العالم حيث يسبب التدخين موت خمسة ملايين شخص على مستوى العالم سنويا أي حالة وفاة كل 7 ثوان. دخان التبغ يحتوي على آلاف المواد الكيميائية الضارة مثل غاز أول أكسيد الكربون والأمونيا، والفورمالديهايد، وسيانيد الهيدروجين، وغيرها من العديد من المركبات السامة والمهيجة، بما في ذلك أكثر من 60 من المواد المسرطنة المعروفة مثل بنزوبيرين والنيكوتين والبنزين والقطران تلك المادة البنية اللون الزجة التى تلون الأصابع والأسنان إلى الأصفر والبني. والنيكوتين يعتبر من أهم مركبات دخان التبغ ويتم امتصاصه بسرعة في الرئتين، ويصل إلى الدماغ خلال 10 إلى 19 ثانية حيث إنه يسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب ومعدلات التنفس، وانقباض الأوعية الطرفية. ثانيا – مخاطر التدخين على الصحة العامة: –
التدخين ضار لكل عضو تقريبًا في الجسم، ويتزامن ذلك مع الأمراض المتعددة التي تقلل متوسط العمر المتوقع ونوعية الحياة. وتشمل الأمراض المرتبطة بالتدخين سرطان الرئة وأمراض القلب والسكتة الدماغية وانتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية، وسرطان تجويف الفم والمثانة والكلى والمعدة والكبد وعنق الرحم. ما يقرب من نصف المدخنين لمدة طويلة يموتون مبكرًا نتيجة التدخين، ومن المعلوم أن سرطان الرئة، والانسداد الرئوي المزمن، ومرض الشريان التاجي للقلب من أكثر الأمراض تأثرا بالتدخين. ومن المعروف أيضًا أن التدخين يسبب جلطات الأوعية الدموية ومنها شرايين العين، وتزداد أضراره سوءًا على العين إذا يُعانى المدخن من أمراض البول السكري وارتفاع ضغط العين وتصلب الشرايين، ونجد أن تعاطي التبغ يزيد من الإصابة بما يلي: التهاب متكرر في العينين, الشعور بعدم صفاء الرؤيا, ضعف الإبصار المبكر, ارتفاع ضغط العين بسبب تأثيراته على الأوعية الدموية في العين, شذوذ في تمييز الألوان, وغيرها من الأمراض المختلفة. ثالثاً- مخاطر التدخين على صحة الفم والأسنان: يعد التجويف الفمي والأنفي بوابة التدخين وسمومه إلى كل أعضاء الجسد, لذلك فتأثير التدخين ومواده الضارة على التجويف الفمى أكثر خطورة من باقى الأعضاء لما له من تأثير مباشر على أنسجة الفم والأسنان. وحسب كمية التدخين والمدة التى يدخنها الإنسان تكون سببًا في حدوث المضاعافات الآتية بالفم:
1- رائحة الفم الكريهة والمستمرة. 2- صبغ وتلون الأسنان بقطران الدخان. 3- زيادة الترسبات الجيرية. 4- التهابات اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان. 5- زيادة تآكل عظام الفك المحيط بالأسنان. 6- ارتخاء اللثة وانكشاف جذور الأسنان. 7- زيادة تخلخل الأسنان وتحولها من مكانها نتيجة تآكل عظام الفك حول الأسنان. 8- زيادة أعداد ونوعية الميكروبات الضارة مقارنة بغير المدخنين. 9- زيادة عدد الأسنان المفقودة. 10- زيادة تسوس الجذور. 11- تقرحات الفم. 12- زيادة طبقة اللسان العلوية وتلونها باللون الأسود ويصبح خشنًا مشعرًا. 13- حرق الشفاه مكان موضع السجائر. 14- الشعور بتغير الطعم والرائحة. 15- التهاب الغدد اللعابية وقلة إفراز اللعاب. 16- تأخر التئام الجروح. 17- زيادة معدل سرطان الفم والحلق.
وختاما – عزيزي القارئي أعلم أن التدخين شر كله لا نفع فيه ولا خير, فيه إيذاء للبدن والأسرة والمال والمجتمع, وبالعزيمة والإصرار يستطيع الإنسان الإقلاع عن هذه العادة السيئة التى قد تسوقه إلى طريق المسكرات والمخدرات عافانا الله منها جميعا. وأرجو من الله العلي القدير أن يديم علينا وعلى المسلمين جميعًا الصحة والعافية – اللهم آمين.