عندما يأتي التصريح من المسؤول بما يمثل إقصاء للطرف الآخر؛ فإن ذلك لا يخلو من أمرين: الأول أن يكون ذلك المسؤول يعلم حجم الخطأ دون أن يقدم آلية لتصحيحه، والثاني أنه مغيب عن واقع الطرف الآخر؛ ولذلك يأتي تصريحه بما يندرج تحت ( يهرف بما لا يعرف ). ولعل فيما تم تداوله حول صوت قادم من أروقة وزارة التعليم بشأن أن موظفي الإداري يُمثلون عبئاً على الوزارة، ففي ذلك المثال الواضح كم نحن بحاجة إلى ذلك المسؤول الذي ينزل إلى أرضية المواطن، ويأخذ ويعطي معه بما يقدم له صورة واقعه، ثم بعد ذلك ليقل في تصريحه ما يشاء . وأنا هنا حاولت أن أمرر ذلك التصريح بما يظهر لي فيه بعض الوجاهة، ولكنني لم أجد إلا واقعًا ينطق بلسان المعاناة لجميع موظفي الكادر الإداري، تلك المعاناة التي أسهبوا في الحديث عنها من خلال ما يعيشونه من واقع لا يتناسب ومؤهلاتهم، ومع ذلك فهم مع كل ذلك الإجحاف في نظر المسؤول ليسوا أكثر من عبء . فهل أصبحوا عبئًا؛ لأنهم يحملون مؤهلات الكادر التعليمي وتم إقحامهم عنوة على درجات الكادر الإداري، وعليهم أن يدفعوا ضريبة ذلك ماديًّا ومعنويًّا حتى وهم يشاهدون زملاءهم بذات المؤهل يفرقون عنهم في كل شيء، وليس من سبب إلا لاختلاف المواقع بين التعليمي والإداري، مع الإشارة إلى وجود أمر ملكي كريم يقضي بتعيينهم بما يناسب مؤهلاتهم . أم أن ذلك العبء جاء نتيجة النظرة الدونية التي يُعانون منها، والتي مهدت وبشكل أوضح في تعليم البنات إلى تكليفهم بأعمال ليست من مهامهم، ومع ذلك يقبلون على مضض بحكم أنهم الحلقة الأضعف فليس لهم إلا القبول بما يطلب منهم حتى وإن كانت مؤهلاتهم لا تقل عمن يوجه لهم أوامر ( افعل ولا تفعل ). ثم هل أصحبوا عبئًا؛ لأنه تم تكديسهم هكذا دون آلية واضحة تحدد مالهم وما عليهم، مع الإشارة إلى أنه ليس لهم ذنب في ذلك فاللائمة تقع على جهاز الوزارة التي كان يجب أن تضعهم فيما يناسب مؤهلاتهم، لا أن يتم هضم حقهم ثم ينظر إليهم مع كل ذلك على أنهم ليسوا أكثر من عبء على كاهل الوزارة ! وهنا حق لكل منصف أن يتساءل: ماذا قدم لهم حتى مع كونهم على الكادر الإداري من دورات تمهد لإعدادهم والاستفادة منهم وفق آلية تجعل من وجودهم في نظر ذلك المسؤول عناصر فاعلة وليست كما ينظر لهم على أنهم عبء حتى مع كونهم يعانون تبعات إجحاف الكادر الإداري ! إن لسان حالهم مع وقع ذلك التصريح الذي زاد من معاناتهم، يتحدث بالمطالبة بمعالجة وضعهم ومن أولى الخطوات تحويلهم بما يناسب مؤهلاتهم والتي تدفع بقوة إلى نقلهم على سلم الكادر التعليمي، وهنا إن تحقق ذلك فقد أبرأ ذلك المسؤول ذمته وتخلص من ذلك العبء، وفي نفس الوقت أزال عنهم ما يعيشونه من أعباء لا يشعر بها سواهم، ومن نظر لهم كواقع وليس من باب التنظير فهل يفعل ذلك ؟! هنا الاختبار الحقيقي وفاله أن يفعل.
خالد مساعد الزهراني
الشكر والتقدير للأستاذ / خالدالزهراني على تطرقه لموضوع الكادر الاداري فجزاه الله خيراً
مقالك أختصر الكثير والكثير كل الشكر والتقدير لك
حسبنا الله ونعم الوكيل على من ظلمنا .
مقال في الصميم البراك : الاداريين عبء علي المدارس
الاداريين : اعطونا حقوقنا ووظفونا في مكاننا الصحيح
كل الشكر والتقدير أستاذ خالد على هذا المقال الرائع. أسأل الله العظيم أن يكتب أجرك وأن يسهل أمرك وأن ينصرنا على من ظلمنا عاجلاً غير آجل.
اذا كان الاداريين عبء على مدارس وزارة التعليم فالوزارة هي من صنع العبء حيث ان وظائفنا تعليمية وحورت الى وظائف اداريه
شكرا لك يا استاذ خالد مقال رائع وانت الاروع جزاك الله خير الجزاء على دعمك لنا
شكرآ لك يااسناذ خالد قلم مبدع وفكرآ مقنع وقلب كبير ونظره ثاقبه كل التقدير والاحترام